يوازي هذه اللقاءات التهويل والتصعيد العسكري الميداني الذي مازالت تمارسه واشنطن في إطار التهديد للدول التي يمكن أن ترد على أي إجراء لتمرير صفقة القرن وتحديداً إيران ومعها عدد من دول المنطقة كسورية ولبنان ومصر والجزائر والأردن كون لهذه الدول مواقف واضحة من هذه القضية.
عدد كبير من المختصين والخبراء تناول هذا المؤتمر واعتبره جزءاً من مقدمات تنفيذ صفقة القرن لأن الوجود الأمريكي في منطقة الخليج واحتضانه لمؤتمر المنامة وعمله على تخويف بعض الدول الاقليمية يأتي في إطار تمرير صفقة القرن إلى مرحلة متقدمة في ظل رفض رسمي وشعبي فلسطيني وعربي عام بالرغم من أن بعض دول المنطقة تجاري خطة الأمريكي وتتفاوض معه على هذه الصفقة.
ماهية مؤتمر المنامة وكيف تنظر إليه النخبة الفلسطينية بغض النظر عن ما يمرر في الإعلام؟
المواقف الفلسطينية الرسمية والشعبية وقوى المقاومة ترفض بالكلية هذه الصفقة، لكن على ما يمكن أن ترتكز هذه المواقف في تحقيق خطوات جدية لمنع تمرير الصفقة ؟
هل يمكن أن يكون مؤتمر المنامة نقطة انطلاق أو عبور جديدة تستخدم لتحقيق نقلة ضاغطة نحو تطبيق الصفقة؟
بما يختلف مؤتمر المنامة عن مؤتمر وارسو الذي سبقه تحديداً لجهة القضية الفلسطينية؟
ما هو المطلوب للاستفادة من العبر السابقة وإفراغ مخططات واشنطن من مضمونها المدمر للقضية الفلسطينية؟
"نحن كفلسطينيين نشكر القوى السياسية والشعبية وبعض الأحزاب في البحرين التي ترفض هذا المؤتمر وأعلنت موقفها بشكل علني، هذا المؤتمر هو لتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية إنسانية، ويحتاج ذلك إلى عملية إعطاء بعض المليارات للشعب الفلسطيني لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل، وهناك إجراءات سياسية تم ترتيها وموجودة، وصفقة القرن ليست مشروعاً فلسطينياً فقط بل هي مشروع إقليمي مقدمته فلسطين، المشروع الموضوع الآن إنهاء القضية الفلسطينية وبعدها تخرج المشاريع الموضوعة في الإدراج للمنطقة".
حول سبب الحكم المسبق على مؤتمر المنامة قبل عقده قال حمّاد
"اختيار المنامة لهذا المؤتمر هو للإعلان عن التطبيع بين دول الخليج ودول المنطقة مع الاحتلال الإسرائيلي وفق الخطة الأمريكية وقد يكون هناك حضور إسرائيلي لهذا المؤتمر، خاصة أن إسرائيل حضرت أكثر من مرة في علاقات تطبيعية سواء من القادة السياسيين البحرينيين أو بعض الإعلاميين الذين يسعون إلى التطبيع وهناك زيارات بين القادة السياسيين والرسميين والإعلان عنها في البحرين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وهناك انحياز كامل لإدارة ترامب للرؤية الإسرائيلية وتنفيذ الأجندات بالكامل، والشعب الفلسطيني يرفض هذه الصفقة ويرفض هذه المليارات التي يريدون أن تقديمها له مقابل التنازل عن حقوقه عبر هذه الإجراءات والضغوطات، هناك ثلاث مراحل لتنفيذ الصفقة، المرحلة الأولى هي التوقيع على إنهاء ملف القدس واللاجئين، والمرحلة الثانية هي المؤتمرات كالذي عقد في وارسو وفشل فشلاً ذريعاً، وهناك مؤتمر المنامة هو للإعلان عن للتطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل وخروجها من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، والمرحلة الثالثة هي التنفيذ على الأرض".
بخصوص الموقف الفلسطيني تجاه ما يجري والدور الذي تلعبه بعض دول المنطقة قال حمّاد
"هناك وساطات عربية ودولية لحضور منظمة التحرير بأي تمثيل كان لمؤتمر المنامة، وكانت هناك تهديدات أمريكية عبر غلانيت ضد منظمة التحرير لعدم الحضور الفلسطيني حيث يواجه الفلسطيني والأردني وبعض الأطراف العربية ضغوطاً هائلة للحضور، ولكن الرفض حتى اللحظة هو سيد الموقف، وأن تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية بمفهومها المعمق والمكثف إلى قضية اقتصادية وحالة إنسانية ومن هنا المعضلة من مؤتمر وارسو الذي فشل، وهنا مؤتمر البحرين الذي سنفشله رغم أنف كل الحضور وهي الورقة والأهم لرفض كل الحلول، وأن الفلسطينيين سواء قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ومنظمة التحرير وحركة فتح و القوى المنضوية تحت لواء منظمة التحرير ترفض كافة الحلول لأن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية بشكل كامل، وتغيير اللعبة من قبل نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال نتيجة ضغوطات سياسية وقوى اليمين بشبه حرب على غزة وأن يكون الرد الفلسطيني على هذه التهديدات هو المصالحة ووضع برنامج سياسي مرحلي لإفشال صفقة القرن والعمل على إنهاء كل المشاريع الهابطة التي لا تخدم المشروع الفلسطيني والنظر إلى فلسطين بمفهومها العميق".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم