في زخم الأحداث وبعد تحذيرات بالرد لم يصدقها الغرب أو يتوقع أن إيران قد تقدم عليها، بدأت إيران باحتجاز ناقلات نفط خالفت وانتهكت قوانين العبور عبر مضيق هرمز حسب الجانب الإيراني، أكثرها إثارة وخطراً هو التشابك الإيراني البريطاني، الذي بدا واضحاً في الأيام الأخيرة، إذ دعت الحكومة البريطانية، إيران إلى الإفراج فوراً عن الناقلة "ستينا إمبيرو"، وطاقمها بينما تدرس لجنة الطوارئ البريطانية، المعروفة باسم "كوبرا"، إرسال غواصة نووية ومشاة البحرية الملكية لتعزيز الدفاع البحري في الخليج.
قال وزير الخارجية البريطاني:
"لو استمرت إيران بهذا المسار فعليهم تحمل الثمن وهو وجود عسكري بريطاني ضخم بالخليج، لكنه قال في الوقت ذاته، إن "بؤرة جهودنا الدبلوماسية تنصب على تهدئة التوترات ولا نسعى للمواجهة".
في ظل هذه المعمعة لابد من النظر إلى الدور البريطاني الظاهر منه والمخفي، فبريطانيا تهدد ومن جهة تتظاهر أنها تريد حل الأزمة لكن من الواضح أنها تحاول الإستثمار هذه الأزمة لتحقيق أهداف بعينها فمالذي تحيكه بريطانيا،كيف ستستثمر أزمة مضيق هرمز.
الإعلامي والكاتب السياسي رئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" في باريس طارق عجيب يرى أن:
"الموقف البريطاني المستجد والأهداف المتوخاة بأنه يكمن في أن بريطانيا لم تجر إلى التورط فيما يجري في الخليج ، وإنما لديها إرادة مبيتة، لأن خطوتها القريبة الأخيرة وإحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق، والذي جعل الكل يتسائل عن أسباب هذا التصرف وتوقيته ومبرراته، وحتى مبررات التصرف البريطاني في ترك المنطقة وإشكالياته القانونية، هذه النقاط تؤكد أن هذه الخطوة خطوة تهيىء لما هو قادم لأن بريطانيا من المؤكد ليست غافلة أبداً عن تبعات ونتائج مثل هذه الخطوة وهكذا إجراء، أعتقد أن بريطانيا منذ البداية أرادت أن يكون لها حضوراً عسكرياً وأن يكون لها حصة في كل مايجري في المنطقة، يعني مايجري هو شيء مبيت ولم يكن إرتجالياً" .
بخصوص مايجري حالياً من تقاطعات والدور البريطاني فيها وهل بريطانيا تخطط بمفردها أم أنها رأس حربة لمجموعة من القوى الدولية التي تحاول أن تسبق بعضها لتحقيق مكاسب خاصة بها أكثر من الآخرين، قال عجيب : "بريطانيا جزء رئيس ومؤسس للذهنيات الإستعمارية والتكتلات والإمبراطوريات الكبرى، وهي لديها قدرات وتمتلك إمكانيات عسكرية ومالية، وهي من أعرق أجهزة الإستخبارات وأقواها في العالم لديها خيوطها وحضورها في كل مكان وتمتلك خبرة كبيرة في المنطقة، لذلك بريطانيا تريد أن تكون على السلم في الدرجة التي تستحقها، وتسعى لأن يكون لها دوراً قيادياً."
دعوة وزير الخارجية هانت إلى أن يكون هناك قوة أوروبية، وهذه القوة من المؤكد أنها ستكون بقيادة بريطانية لتحمي قوافل السفن، إشارات ورموز البريطاني هذه تؤكد بـأنه يبحث عن حضور عسكري له في المنطقة ليكون له شركائه، ولزيادة تضييق الحصار إيران، واحتساب أي حرب في المنطقة، لذلك البريطاني نفذ أكثر من خطوة كما أعتقد أنها لصالح عودة بريطانيا العظمى، ومن هنا نرى أن الأوروبي لم يعد وسيط بل أصبحت يده في النار".
أما عن ملامح قادمات الأيام ومكان الحل السياسي فيه يقول عجيب أن: "الحل السياسي والدبلوماسي موجود ولكن شروطه هي المشكلة، يعني الحل السياسي مع إيران موجود ومطروح، ولكن على إيران أن تتنازل عن الكثير، وإيران تضحي وتقدم منذ عقود وتتحمل، لكن أي حل سياسي سيفرض فيه الأقوياء شروطهم على الجميع، وهذا حقيقة أهم سبب في أنه لن يكون هناك حلاً سياسياً قريباً، لأنه لايوجد أي دولة في العالم وخاصة الدول الفاعلة ،مثلاً هناك الكثير من الدول ليس لها حضور على أي مستوى وإنما هي تتبع بشكل طبيعي إلى القوى الكبرى ،الآن هناك بلورة يعني هناك مخاض عالمي دولي إقتصادي عسكري، وهناك إضافات للقوى الكبرى، هناك مجموعة دول تعتبر دول كبيرة، ولكن أيضاً هناك دول وتكتلات صاعدة تريد أن تفرض نفسها في خريطة العالم".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق .
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
