وفي تغريدات له قال ترامب إن الولايات المتحدة ليس من مصلحتها أن تتابع في هذه الحرب السخيفة التي تكلفها الكثير، بالمقابل لم يكن هناك موقفاً واضحاً جامعاً للإدارة الأمريكية، إذ أن البنتاغون رفض موقف ترامب قائلاً "إن هذه الخطوات تهدد الأمن القومي الأمريكي. من جانبه المتحدث الرسمي باسم الكريملين دميتري بيسكوف قال إن الرئيس بوتين لم يناقش مع أردوغان العملية العسكرية في شرق الفرات".
في هذا الوقت جددت ما يسمى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" موقفها بأن الحوار "هو النهج السليم لحل كافة الأمور والقضايا مع كافة الأطراف بما فيها تركيا"، ودعت كافة القوى الفاعلة في سوريا "بما فيها روسيا والحكومة السورية لأن يتحركوا ويبدوا موقفهم الواضح والصريح حيال هذه التهديدات والهجمات التركية.
الآن لم تعد التصريحات السياسية تقدم أو تؤخر العملية بدأت وفقط لغة الميدان هي التي ستحكم سواء لجهة التركي الذي هدده ترامب بالقضاء على إقتصاده في حال تجاوز الحدود أو سواء لجهة تعاطي الدولة السورية وحلفائها مع هذا المستجد.
هل يمكن أن يتجرأ أردوغان على التوغل في الأراضي السورية خارج حدود التي يمكن التغاضي عنها وفق أسس لايعيها إلا سورية والحلفاء ضمن إستراتيجية التعاطي مع هذا الإعتداء؟
الإنسحاب الأمريكي بغض النظر عن حجمه هل يعتبر خطوة تكتيكية أمريكية لصالح التركي أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
هل ستهرول إلى القيادة السورية لإعطاءها فرصة للعدول عن خطأها في الارتهان إلى الأمريكي؟
أردوغان يلعب على حبال فوضى التوازنات...هل سينجح خاصة أنه يحاول حتى اللحظة المساومة وتحديداً مع الأمريكي؟
حول إذا ماكان الرئيس أردوغان قد يتجرأ على التوغل داخل الأراضي السورية خارج الحدود التي يمكن التغاضي عنها بغض النظر عن وجود إتفاق ما مع الأمريكي المنسب
قال الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي:
"أنا أؤكد أنه لدى أردوغان خشية من ردة فعل الأمريكي أو الروسي تجاه ما يمكن أن يقوم به في الأراضي السورية في ما يدعى شرق الفرات، وأنا لست بالمطلق ضد الفكرة التي تقول أن الأمريكي إنسحب تكتيكياً لصالح التركي، خاصة أنه لايوجد بالسياسة أحكام وقوانين قطعية كقوانين العلم، وبالتالي مايصح اليوم يمكن أن لا يصح غداً، هذا الموضوع ضبابي، الولايات المتحدة الأمريكية تهدد أردزوغان من إتخاذ أن إجراء أو خطوة في المنطقة التي يجري الحديث عنها ومن غير المستبعد أن يكون هناك تنسيق تركي أمريكي من خلال القنوات التي بينهما، وبالتالي لايمكن إطلاق حكم قطعي حول هذا الأمر.
وحول إمكانية توجه قوات "قسد" بطريقة ما إلى دمشق
قال الشّلي: "برأي هؤلاء ارتهنوا في شؤونهم وأمورهم لجهات متعددة سراً وهم لديهم قنوات مع القيادة السورية، وهناك مباحثات مع القيادة الروسية ويقال أنه لديهم تواصل مع الجهات الإيرانية عن طريق
وأضاف الشلًي أن "التركي لديه مساحة ممتازة ويعرف جيداً كيف يستثمر هذه المساحة في التباينات في الموقف السياسي الروسي الأمريكي وبينه وبين الإيراني أيضاً رغم كل هذه التظاهرة الإعلامية التي يتم التوقيع عليها بين الحين والآخر في إجتماعهم سواء في أنقرة أو سوتشي أو طهران بين الجهات الضامنة الثلاث وبكافة الأحوال هناك خلافات قائمة حول سلوك أردوغان الدائم وخذلانه للرئيسين الروسي والإيراني حول مايتم الإتفاق عليه خلال اللقاءات الدورية".
مراسل "سبوتنيك" في المنطقة الوسطى في سورية باسل شرتوح أجاز الأوضاع المستجدة على النحو التالي:
"تركيا تعمل على إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية التركية في وقت تتجهز "قسد" للمواجهة وتقوم بحملة إعتقالات تطال المدنيين والشباب بحجة التجنيد الإجباري وأنها بحاجة إلى عناصر للقتال في صفوفها. الوضع الميداني على الأرض يسشير بأنه بين الحين والأخر قد تبدأ تركيا بعمل عسكري بري وخاصة في ظل إستحالة إستخدام الطيران لوجود مضادات طيران محمولة على الكتف مع عناصر "قسد" التي تجهزت لهذه المعركة خلال السنوات الماضية، في الوقت التي تعول تركيا على مايسمى بالجيش الوطني الذي يضم في صفوفه أكثر من 5000 آلاف مسلح، والساعات القليلة القادمة قد تكون كفيلة بتوضيح ماهية المشهد الميداني شمال شرق الفرات، كما أن دمشق حتى اللحظة لم تدلي بأي تصريح أو موقف رسمي حيال مايجري".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق أعلاه.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم