فإيران قوة إقليمية كبرى وحليف استراتيجي للدولة السورية تعداه إلى تحالف متين مع الدولة الروسية في مواجهة ليس فقط الإرهاب والحرب على سورية بل المشاريع والمخططات الأمريكية والغربية ضد مفاصل هذا الحلف الممتد إقليمياً ودولياً.
إيران وكطرف ضامن في عملية حل الأزمة السورية وجهت تحذيراً شديد اللهجة للجانب التركي من مغبة تخطي الخطوط الحمراء في سورية رغم كل التقاطعات التي تخدم مصالحها مع التركي في ظل الحصار الذي تعاني منه وخاصة المصالح الإقتصادية والجيوسياسية، رغم أن الرئيس روحاني قال في تصريح له اليوم أن أنقرة تمتلك الحق في تأمين حدودها الجنوبية"، ومن هنا لابد لنا من أن نبحث في عمق في الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في مرحلة كف ماء وجه التركي، كما سماها بعض الخبراء، وبالتالي لابد من الإجابة على تساؤلات كثيرة أهمها:
كيف لنا أن نقرأ رد الفعل الأولى من الحليف الإيراني على ماجرى وما يمكن أن يتبعه جراء الخطوات التركية في سورية؟
هل يمكن أن تلعب إيران دور الوسيط بين دمشق وأنقرة وبين قسد ودمشق وكيف يمكن لها أن تحقق التوازن في كلا الحالتين وبينهما على أساس إختلاف الوزن السياسي والإقليمي لتركيا كدولة ولقسد كحركة مسلحة جزء من الجسد السوري؟
دور إيران بالتنسيق مع كردستان العراق الذي طالب رئيسة مسعود البرزاني وزير الخارجية الروسي بلعب دور يحمي الكرد السوريين مما هو آت وأين العراق كدولة جارة من ذلك؟
حول ردة الفعل الأولى من قبل إيران قال الكاتب السياسي والخبير بالشأن الإيراني إبراهيم حمدي شير:
"السياسة الخارجية لإيران وخاصة مع حلفائها هي سياسة متزنة، ورأينا هذا من خلال التعاطي مع قضية اليمن كانت مدافعة عنها ، فعندما دعت السعودية عندما طلبت من إيران المصالحة إشترط إيران وقف العدوان، وهذا مانراه في سورية، أي أن السياسة الخارجية الإيرانية تدافع عن سورية حتى النهاية لدرجة أن الوزير ظريف أجبر وزير خارجية تركيا على التأكيد أن العملية مؤقتة ولن تضر بإستقرار سورية ووحدة الصف السوري، أي أن إيران بموقفها الخارجي تستطيع أن تلعب بعدة أوراق في هذا الملف وتستطيع أن تلعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة ويمكن أن تحقق نجاحاً في هذا الإتجاه، عدا عن أن الوجود الإيراني والروسي شرعي على عكس الوجود غير الشرعي للتركي على الأرض السورية مثله مع الأمريكي والإسرائيلي ، ومن الممكن جداً أن تستطيع خلق نوع من السلام بين سورية وتركيا وليس تطبيع العلاقة، وهناك إختلاف بين السلام وتطبيع العلاقات".
وعن إمكانية أن تلعب إيران دور الوسيط قال شير:
وأضاف شير: "من هنا نرى أن إيران يمكن أن تلعب أيضاً دور الوسيط بين دمشق وبين الأكراد لأسباب عديدة من بينها مثلاً النسيج الإجتماعي في إيران يشبه إلى حد كبير النسيج الإجتماعي في سورية وفي العراق و في تركيا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، هل تحتاج قسد للوساطة بينها وبين دمشق؟
دمشق تريد خطوات فعلية على الأرض من قبل "قسد" ولا تريد إعلانات أو بيانات، قسد قامت بفدرالية بحركات مسلحة ورفعت الأعلام الإنفصالية وقامت بتغيير ديموغرافي في الرقة والطبقة ومناطق الحسكة ودير الزور وحاولت تغيير التركيبة السكانية في المنطقة، دمشق لاتريد شعارات وكلام إعلامي ومن ثم يذهب الجيش السوري إلى الحدود ويصطدم مع الجيش التركي ويذهب شهداء ومن ثم كما يقول المثل العربي "تعود حليمة لعادتها القديمة" أي بمعنى يعود "قسد" إلى البحث عن تطبيق الفكرة الإنفصالية، لابد من ردة فعلية حقيقية من "قسد" وأن لاتختصر بالدعوات والبيانات لمواجهة العدوان التركي".
لجهة قضية التقاطع الكردي الكردي تحديداً مع العراق رأى شير أن:
"إيران حليفة مع الجميع في المنطقة أي أن تستطيع اللعب على التوازنات الإقليمية والدولية وإحداث مصالحة حقيقية وإجبار الكرد السوريين على التقدم خطوات وتقديم الأوراق التي تريدها دمشق مقابل المصالحة، لأن إيران تستطيع التواصل مع الكرد السوريين والكرد العراقيين والجلوس على طاولة مفاوضات واحدة لإيجاد صيغة وطنية سورية تحفظ كيان الدولة السورية وسيادة ووحدة أراضيها".
.التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم