على ما يبدو قرار أنقرة شراء صواريخ باتريوت الأمريكية يأتي في إطار لعبة شد الحبل الذي تتقنه تركيا في التقرب تارة من روسيا وأخرى من الولايات المتحدة لتحقيق أكبر مكاسب على حساب التنافس بين البلدين. هذا كان واضحاً في تصريحات أوغلوا حين قال أن أنقرة تحتاج إلى أنظمة دفاع صاروخية لحماية شعبها، مشيراً إلى أن خطر التهديد بضربة صاروخية واقعي للغاية.مضيفا أن قرار شراء الأنظمة الروسية كان نتيجة 10 سنوات من المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتي لم تؤد إلى شراء أنظمة الدفاع الصاروخي.
كيف يفسر القرار التركي لجهة العلاقة مع روسيا؟
من يقصد أوغلو بحديثه عن خطر التهديد بضربة صاروخية واقعية لبلاده؟
الحكمة من أن يأخذ وزير الخارجية التركي مكان وزير الدفاع في مثل هذه الملفات؟
الخبير بالشأن التركي معين نعيم قال إن:
هذا القرار ليس جديدا وإنما تكرارا لما صرح به الرئيس التركي منذ عام في ظل الأزمة التركية الأمريكية بخصوص صواريخ «إس 400». تركيا عاشت حقبة من الارتباط والارتهان الكامل عسكريا للأسلحة الأمريكية خاصة، وأسلحة الناتو والنظام الغربي والناتو عامة. الحكومة التركية تسعى لأن يكون تسليحها متعدد المصادر حتى لا ترتهن لأحد، فطلبت السلاح من روسيا بعد أن انهكتها الولايات المتحدة الأمريكية بعدم توفير سلاح الباتريوت ولا حتى البدائل التي طلبتها ولم تزود بأسلحة دفاعية جوية حتى من قبل دول الأوروبي بضغط أمريكي.
وأوضح نعيم أن «تركيا تريد أن تتخلص من الارتهان المطلق للسلاح الغربي، وتوجه رسائل للغرب لتقول له بأنها لم تشتري السلاح الروسي لأنها تحولت من البلوك الغربي الى البلوك الشرقي. تركيا تريد أن تكون دولة مستقلة قادرة على شراء السلاح من أين تريد،وشراء السلاح الروسي لايعني الابتعاد عن شراء السلاح الأمريكي "تركيا تريد شراء السلاح من أطراف متعددة دون الارتهان لطرف واحد، ولايوجد هناك خياراً إلزامياً لتركيا أما اس 400 أو الباتريوت، وإنما اس 400 هو الخيار المطروح في تركيا حاليا».
التفاصيل في التسجيل الصوتي.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم