المشاكل والقضايا العالمية الملحة والتي تتعلق بشكل مباشر بالأمن والإستقرار العالميين لم تعد حالات منفردة وموزعة بشكل محدود جغرافيا متصل تارة ومنفصل تارة أخرى لابل وصل العالم مؤخراً غلى مرحلة من الفوضى الفائضة التي لم تعد تحكمها قوانين أو مصالح أو شرائع دولية وتداخلت كل القضايا العالمية من أقصى الأرض إلى أقصاها والأخطر من ذلك أنها في تزايد مريب ومخيف قد يصل إلى مرحلة يضع الجميع أمام خيار اللاعودة عن الصدامات الجماعية غير المنظمة كما يجري الآن لتصبح أكثر إتساعاً وزخماً وخطرا ...فمالذي ينتظر العالم ؟
الباحث في القضايا الجيوسياسية الدكتور سومر صالح يقول إن "هذه الفوضى في ظاهرها عشوائية لكنها من ناحية الإستراتيجية الأمريكية هي منظمة. الإنسحاب الإمريكي من قيادة العالم كان يوحي منذ عام 2017 بأن العالم سوف يصل إلى هذه الفوضى لأن هناك فراغا كبيرا سيحدث نتيجة إنسحاب الولايات المتحدة من قيادة العالم. هذا الإنسحاب مرده أمرين أساسيين الإستراتيجية الأمريكية أولاً، وبزوغ قوى دولية كبرى كالصين وروسيا ومنظمات إقليمية كالبريكس وشنغهاي لمواجهة الأحادية القطبية، فكان القرار بعدم المواجهة وإتباع الولايات المتحدة إستراتيجية الموازن الخارجي، وبالتالي الفوضى التي حدثت هي من ضمن الإستراتيجية الأمريكية ".
وأشار صالح إلى أن"المشكلة ليست روسية أو أمريكية المشكلة بالصين لأن الولايات المتحدة تحاول ضم الصين لمعاهدة "نيو ستارت" التي تنتهي عام 2021 . الصين ترفض الإنضمام وواشنطن تهدد موسكو بسباق تسلح عالمي إن لم تنضم الصين للإتفاقية، محور اللقاء المرتقب بين الرئيسين بوتين وترامب هو محاولة أمريكية لدفع روسيا للضغط على الصين للإنضمام إلى مفاوضات فيينا وربما نسمع عن محاولات ضم إيران لهذه المفاوضات. الولايات المتحدة تحاول إستعادة الإستقرارالإستراتيجي لتشكيل ملف بيد ترامب والذهاب إلى الإنتخابات القادمة".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق...
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
