أكاديمية فرنسية: الانتخابات الرئاسية تحدد مصير الاتحاد الأوروبي
قالت الأكاديمية والمحللة السياسية سيلين جريزي، إن المشكلة في أوروبا أن هناك شبه عدوى تنتقل من التوجه نحو اليمين المتطرف، من بينها تصدع الاقتصاد وتصدع الهوية، والاختلافات السياسية، والصراعات حول المصالح، بالإضافة إلى قرارات خروج بريطانيا وقبلها اليونان من الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى زعزعة وتمزيق وحدة النسيج الأوروبي.
وأضافت، في تصريح خاص لبرنامج "ملفات ساخنة"، عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن الشعب الأوروبي عامة، وخصوصاً فرنسا، هناك حالة من الضجر من القطبية السياسية التي تنامت في فرنسا منذ سنوات، في خضم الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتلاحقة، وفي خضم الحروب وتنامي الإرهاب، برزت توجهات وتيارات أخرى ذات طبيعة قُطرية وقومية ووطنية، وهناك اكتساح لأفكار سياسية رغم المبادئ التي تتبناها بعض الدول، مثل مناهضة سياسة توطين اللاجئين.
وأردفت "في ظل هذه الأحداث، فرنسا فتحت مجموعة من الجبهات في الشرق الأوسط، وليبيا وسوريا، لذلك في ظل هذه الظروف، نجد توجهاً من الفرنسيين نحو الممثلين الذين يوفرون لهم مزيداً من الحرية، ويخولون له التعبير أحياناً عن غضبه وأحياناً عن رغبته في مستقبل مختلف".
وعن إمكانية أن يظل الاتحاد الأوروبي متماسكاً بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد، قالت إن بقاء الاتحاد الأوروبي — إذا كان خروج بريطانيا واليونان مؤثرا، فإن خروج فرنسا سوف يكون النهاية لهذا الاتحاد، حيث أن فرنسا إحدى الركائز الداعمة للاتحاد الأوروبي، وحاولت في مرحلة من المراحل لملمة الأحداث، كي لا ينهار الاتحاد، وهو ما يجعل الانتخابات الفرنسية الرئاسية مهمة.
ولفتت إلى أنه إذا نجح ماكرون في الانتخابات، فالاتحاد الأوروبي سوف يستمر لأن ماكرون يدعم الهوية الأوروبية لفرنسا، أما إذا ما مرت ماري لوبان، فسوف تكون هذه هي الضربة القاصمة للاتحاد الأوروبي، لأنها تدعم خروج فرنسا من الاتحاد، وستجد ألمانيا نفسها وحدها كركيزة لدعم الاتحاد الأوروبي.
هل ينفرط عقد الاتحاد الأوروبي؟
قال المحلل السياسي المختص بالشأن الأوروبي ، مجدي يوسف، إن الحديث عن من الدولة القادمة التي ستخرج من الاتحاد الأوروبي هو حديث إعلامي وليس مؤسستي، فخروج بريطانيا كان حدثا استثنائيا، بعد أكثر من 50 عاما على هذا التجمع.
وأكد يوسف لبرنامج ملفات ساخنة على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إن الخوف يسيطر على المؤسسة الأوروبية من خروج أي دولة أخرى من الاتحاد، ما يشكل انهيارا للاتحاد، ما جعل زعماء دول أوروبية يدعمون مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون، على حساب زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، التي دعت إلى الخروج من الاتحاد.
واعتقد يوسف أنه لن يحدث تفككا في أوروبا، بسبب القوة التي تعمل بها المؤسسات الأوروبية حاليا، وضعف اقتصاد عدد كبير من الدول الأوروبية لا سيما حديثة الانضمام، وتمسك الدول الكبرى بهذه المنظومة، مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، كل ما سبق مؤشرات أن خروج بريطانيا هو الأول والأخير، على الأقل خلال عقدين قادمين.
وعن إمكانية عودة بريطانيا مرة أخرى وعدولها عن الخروج، قال يوسف إنه يتم بناء على أمرين، الأول، موافقة 27 دولة أوروبية، لأن بريطانيا قامت بتفعيل المادة 50 من ميثاق تأسيس الاتحاد، وربما هو أمر ليس صعبا، أما الأمر الثاني، عليها أن تعود باستفتاء آخر من الشعب للعودة، وهذا ربما يتنافى مع الدستور والتشريع البريطاني.
إعداد وتقديم: عبدالله حميد