والمقر القريب من قاعدة "بلد" الجوية، هو ثالث مقر للحشد يشهد انفجارات غامضة خلال شهر، بعد معسكر "الصقر" في منطقة أبو دشير جنوب بغداد، ومعسكر "الشهداء" في منطقة "آمرلي" بمحافظة صلاح الدين.
وعلى خلفية الضربات قرر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إلغاء جميع الموافقات الخاصة بالطيران العسكري في أجواء البلاد، وحصرَها بيده فقط.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح، إلى مسؤولية "إسرائيل" عما يعتقد أنها غارات جوية على معسكرات الحشد الشعبي بالعراق، مشيرا إلى أنه "ليس لإيران حصانة في أي مكان"، مضيفا أن أيدي إسرائيل طويلة، وستتحرك ضدها أينما تستدعي الحاجة.
وقال الناطق العسكري السابق للحشد الشعبي، كريم النوري في حديثه لملفات ساخنة، إن "انتقال بعض الفصائل المنتسبة للحشد الشعبي إلى سوريا أدى الى نوع من الموقف السلبي لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار إلى أنه "من المفترض أن يكون هناك تناغم في المواقف مع الحشد الشعبي الذي حارب الإرهاب في العراق في ظل رفع أمريكا شعار محاربة الإرهاب".
ولفت إلى أن "أمريكا وإسرائيل متحسستان من الحشد الشعبي ربما لتوهمهما أن الحشد يمثل ذراعا إيرانيا في العراق"، نافيا ذلك الأمر، ومؤكدا أن "الحشد يقاتل من أجل العراق وليس من أجل طهران".
من جهته قال الباحث والمحلل السياسي حسين الكناني، إن "الحشد الشعبي كان له دور في محاربة الإرهاب واستطاع إعادة الثقة للجيش العراقي وأحرز كثيرا من الانتصارات وأوقف بعض المشاريع لبعض الدول".
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية كانت مصرة على ألا يكون الحشد الشعبي جزء من المنظومة العسكرية لكن أثبت أنه من الضروري وجوده مع الجيش العراقي، وهذا ما أدركته الحكومة والكثير من الأحزاب".
وبين الكناني أن "تسليح الحشد الشعبي أقل بكثير من الجيش العراقي وأسلحتها كلها متوسطة إلى خفيفة وهناك بعض الألوية تملك دروع عسكرية حصلت عليها من خلال استعادتها من الإرهابيين أو صيانتها".
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، د. أحمد الشريفي، إن "هناك أجنحة من قوات الحشد الشعبي تمثل تهديدا للولايات المتحدة وإسرائيل وتهدد المصالح الأمريكية"، ولفت إلى أن هذه الفصائل "تتبنى نظرية إسلامية ولديها ارتباط عضوي وعقائدي مع الجمهورية الإسلامية وكانت تتبنى خيار المقاومة ضد الأمريكان".
وأوضح أن هذه الفصائل "هي التي يتم استهدافها حاليا وتستهدف مخازنها التي تحوي سلاحا يمثل تهديدا للمصالح الأمريكية في العرق".
واستبعد وجود أي "تهديد مباشر من العراق تجاه إسرائيل ولكن بحكم الولايات المتحدة وإسرائيل التي تُعد وحدة واحدة فبالتالي استهداف المصالح أو الوجود الأمريكي يعد تهديدا لإسرائيل وما يجرى هو لإسكات هذه القدرات".