رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها الحكومة العراقية وقيادة عمليات بغداد عبر وضع السيطرات ونقاط التفتيش، إلا أن العاصمة بغداد مازالت تحت ضربات الإرهاب بسياراته المفخخة، حيث شهد يوم أمس تفجير في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، راح ضحيته العديد من المواطنين في حصيلة غير نهائية، لتصحو اليوم العاصمة على تفجير آخر في جسر الشهداء الواقع أيضا وسط العاصمة بغداد.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور أمير الساعدي:
هناك عدة تحديات أمام الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على وجه التحديد، خصوصا مع وجود تحذير من تنظيم "داعش" الإرهابي بأنه ستكون له غزوة في رمضان، بل أنه حتى حدد الأماكن التي سوف يستهدفها داخل الأراضي العراقية، لكن يوجد خلل في أداء الأجهزة الأمنية، وفي بعض الأحيان الخلل يكمن في عدم توفر البنى التحتية المناسبة لتعاظم التحديات، فمع الانتصارات المتصاعدة التي حققها الجيش العراقي ضد هذا التنظيم الإرهابي، أكيد سوف يكون هناك حربا في الأمن والمعلومات، وهي حرب استباقية تنجح فيها بعض الأحيان الأجهزة الأمنية وتفشل في أحيان أخرى، لهذا أصبح لزاما تعظيم البنى التحتية الميسرة لأدوات إيصال المعلومة الاستباقية للأجهزة الأمنية، وايضا يجب تقليل حجم التقاطعات والصلاحيات بين هذه الأجهزة العاملة، ففي بغداد مثلا توجد سبعة أجهزة أمنية عاملة، وهو ما يزيد من حجم التقاطع، وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى زيادة الفراغ في أداء وظيفي يمكن أن يرتقي إلى مواجهة هذا الخطر الإرهابي المتنامي، حتى مع وجود معلومة استخبارية ، فمع وجود الحيطة والحذر داخل العاصمة بغداد، كما أن هناك تشديد في السيطرات، لكن هناك إجراءات كلاسيكية بنفس الوقت، لم توفر الأداء الإلكتروني أو التقني الكبير لمراقبة النقاط التي يمكن أن تشكل خطرا، وقول رئيس اللجنة الأمنية من أن السيارة المفخخة جاءت من مدينة القائم حتى وصلت إلى العاصمة بغداد، فهذا يعتبر استهانة كبيرة بأداء الأجهزة الأمنية وبدورها الحقيقي الذي ينبغي أن يكون أكثر شدة وصرامة في التعاطي مع أي معلومة حتى ولو كانت إشاعة، خصوصا وان تنظيم "داعش" يبحث عن نصر إعلامي له في العاصمة أو في المحافظات المستقرة، ولا استبعد أن تكون هناك ضربات لاحقة في المناطق التي تشكل خرقا أمنيا، على سبيل المثال في كركوك أو ديالى او حتى في الفرات الأوسط والجنوب مع توفر هذه الأرضية الخصبة للتنظيم وعدم وجود امكانيات كبيرة لدى الأجهزة الأمنية العراقية.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون