يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط، في حديث لإذاعتنا بخصوص الاشتباكات العنيفة التي جرت ليلة الثلاثاء الماضي، وعلى أكثر من محور سوري من المحاور المقابلة لبلدة عرسال اللبنانية الحدودية، لا يمكن فهمها إلا مرتبطا بما جرى في دمشق وريف حماة، فنحن نعلم جيدا بأن "جبهة النصرة" والفصائل الإرهابية التي تعمل تحت لوائها، حاولت أن تحدث خرقا وتحقق كسبا على جبهتين، جبهة دمشق وريف حماة، لكن الجيش العربي السوري مع حلفائه سحقوا المحاولة الإرهابية وأوقعوا بـ"جبهة النصرة" خسائر فادحة لم يكن أحد يتوقعها، فعلى جبهة دمشق سقط ثلث القوى المهاجمة قتلى، وأصيب ثلث آخر بجراح، وهرب المتبقون.
إسرائيل منزعجة جدا لتراجع الإرهابيين في سوريا، ومنزعجة من الخسائر التي تكبدها الإرهابيون من "داعش" في العمق أو "جبهة النصرة" في دمشق وريف حماة، ولهذا تعتبر إسرائيل أن لبنان قد يكون ورقة تعويض الخسائر في الداخل السوري ولهذا السبب ترى إسرائيل أن مدينتي طرابلس وصيدا قد تكونا الورقة البديلة، خاصة أن صيدا يجاورها مخيم عين الحلوة حيث للإرهابيين موقعا لا بأس به هناك، ويحاولون من وقت لآخر بالتحرك للسيطرة على المخيم وبالتالي على المدينة أيضا.
أما بالنسبة لطرابلس، فقد جرت هناك سابقا مواجهات على مدى 20 جولة، كاد الإرهابيون خلالها أن يضعوا أيديهم على ربع المدينة، أما الآن فإن حظوظهم منعدمة في ظل الخطة الأمنية المتبعة هناك.
لذلك يروج الإعلام الإسرائيلي عن نية الإرهابيين السيطرة على صيدا وطرابلس، لكن في حقيقة الأمر، هذه خطة إسرائيلية، لأن هذه السيطرة برأي إسرائيل ستربك "حزب الله" وخاصة في صيدا وتمنعه من التحرك في حال حدوث أي حرب معها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خطة يروج لها بعض الإعلام الإسرائيلي على أن هناك حرب قريبة في لبنان تبدأ باضطرابات من صيدا بالقرب من المخيم لتقاطع طريق الجنوب ومن ثم تقوم إسرائيل بعد أسبوع من ذلك باجتياح عسكري بري، لكن كل هذا يدخل في إطار الحرب النفسية للضغط على المقاومة، غير أن إمكانية الانفجار في لبنان من قبل "داعش" أو قيام إسرائيل بحرب وفقا لحساباتنا مستبعدة حتى الآن.
اعداد وتقديم: عماد الطفيلي