وسبق لبعض الصحف اللبنانية أن كشفت عن قرب زيارة وفد وزاري لبناني موسع إلى سوريا، وإن "زيارة الوفد منسقة مع رئيس الحكومة، إذ لا يمكن لوزير أن يقوم بزيارة إلى أي دولة من دون موافقة رئيس مجلس الوزراء. وبالتالي، فالزيارة منسقة ولن تسبب أي انقسام حكومي في الجلسة الحكومية المقبلة".
لكن الرئيس الحريري أصر على مواصلة "النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية"، واعتبار زيارات بعض الوزراء إلى دمشق خاصة، كما أوردت ذلك بعض وسائل الإعلام.
ويدور الحديث عن زيارة وزير الصناعة حسين الحاج حسن ، ووزير الزراعة غازي زعيتر إلى دمشق، المقررة في 16 أغسطس/آب، تلبية لدعوة وزير الاقتصاد والتجارة السوري للمشاركة بمؤتمر لإعادة الإعمار في سورية.
هناك تباين في مواقف الأطراف السياسية في لبنان فيما يخص مسألة التنسيق مع الحكومة السورية، هناك من يعارض ذلك وهناك من يؤيد،
لكن هل هناك ضرورة وحاجة لبنانية للتنسيق بين سوريا ولبنان في كافة المجالات وخاصة في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وعملية مكافحة ودحر الإرهابيين من جرود السلسلة الشرقية؟
يقول وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد:
من الطبيعي جدا تطبيع وإقامة أفضل العلاقات بين سوريا ولبنان، ومن غير الطبيعي أن لا يكون هناك تنسيق وعلاقات قوية بين البلدين.خاصة وأنه بين لبنان وسوريا ما هو أكبر بكثير من مسألة التطبيع، التي هي العلاقات المتجذرة والتاريخية والجغرافية والإنسانية والعلاقات الإقتصادية والتجارية والسياحية ، هناك ما يلزم الأطراف كلها بأن يكون هناك ليس فقط تطبيعا أو إقامة علاقات ، وأن يكون هناك وحدة عمل مشترك تتناول كل المسائل التي تهم لبنان وسوريا في آن معا. هناك مسائل إقتصادية وسياسية وأمنية ترتبط بالبلدين معا وخاصة وأن لبنان وسوريا يواجهان في الوقت الحاضر هجمات إرهابية وتنظيمات إرهابية التي تضرب في كل مكان، سواء في سوريا والعراق ولبنان.
بالطبع توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا التي يتوجب تعزيزها، وخاصة أنه بين لبنان وسوريا معاهدات واتفاقيات، ونحن لا ننسى اتفاقية الأمن والدفاع في مايو/أيار 1991 واتفاقية الأخوة والصداقة في سبتمبر/أيلول في نفس العام. علينا أن نحترم هذه الإتفاقيات ونعمل بموجبها.
لذلك عندما نسمع صيحات وأصوات النشاز في الداخل اللبناني والتي لا تريد التنسيق مع سوريا أو لا تريد التطبيع ،فهؤلاء يسيرون عكس التيار ويخالفون الإتفاقيات الموقعة وحقائق التاريخ والجغرافيا التي تربط لبنان بسوريا.
هؤلاء الأشخاص مشبعون بالحقد الأعمى والتهور تجاه سوريا، ولا يريدون الإستقرار لسوريا ولبنان، حيث أن الحقد هو الذي أعمى قلوبهم، ويراهنون على الخارج من أجل إسقاط النظام في سوريا ،كما راهنوا على إسقاط المقاومة، ويريدون أن ينشروا قوات دولية على الحدود السورية، وكأن هناك حالة عداء بين البلدين ، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يمر.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي