أعرب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، عن رفضه الشديد لإعادة العلاقات بين لبنان والسلطات السورية إلى مستواها الطبيعي.
وفي تعليقه على مطالبة بعض القوى السياسية إدراج مسألة إعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى حالتها قبل الحرب السورية على البيان الوزاري كشرط لتشكيل الحكومة، صرح الحريري بحزم: "إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب معبر نصيب.. فعندها لن تتشكل الحكومة، وأقول هذا بكل صراحة".
وجدد الحريري موقفه من الموضوع ردا على تصريح وزير المال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حسن خليل، والذي قال مؤخرا إنه "ما دام معبر نصيب قد فتح فلا بد من الحكومة التي ستتشكل أن يتضمن بيانها الوزاري عودة العلاقات اللبنانية السورية".
وقبل أسبوعين قال الحريري: "من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها تبحثون عن شخص آخر غيري".
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري إن الأحزاب السياسية تحتاج مزيدا من الوقت قبل التوصل إلى صيغة نهائية لتشكيل الحكومة الائتلافية.
يقول الكاتب والمحلل السياسي رضوان الذيب في حديث لبرنامج "نافذة على لبنان" بهذا الصدد:
بدأ يتضح لكل اللبنانيين ولكل المتابعين للموضوع الحكومي اللبناني، أن جزء كبيرا من التعقيد،هي تعقيدات خارجية. وهناك قرارسعودي واضح بإعطاء حصة أكبر من حجمها للقوات اللبنانية ،حيث أنها تطالب بأربعة وزراء وبوزارة سيادية وبنائب رئيس الحكومة، وللحزب التقدمي الإشتراكي الذي يطالب بثلاثة وزراء ولتيار الرئيس الحريري، وتقول المملكة أنها لا تتدخل في الملف الحكومة لكنها هي من تقف عند ما يطالب به حلفائها في لبنان. أما الرئيس المكلف سعد الحريري لا يريد أن يعطي للقوى السنية المعارضة لخطه والتي حازت على 11 نائبا أي منصب وزاري وهي تستحق وزيرين أو ثلاثة. فيما حزب الله وحركة أمل لهم مطالب متواضعة رغم أنهم يمثلون أكبر كتلة برلمانية، ولهم 6 وزراء. هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى عرقلة تشكيل الحكومة. وبالتالي لاحكومة في المدى المنظور ولا خلال هذا الصيف.
ويتابع الذيب قائلا: كيف يمكن للبنان أن يكون آخر الواصلين إلى سوريا، في ظل الإنفتاح الدولي والعربي والأوروبي على سوريا، وفي ظل مطالبة العديد من الدول العربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. لماذا على لبنان أن يكون آخر الواصلين إلى دمشق؟. كلام الرئيس الحريري مخالف لمنطق التاريخ والجغرافيا، وهي ببساطة مكابرة سعودية لا مصلحة للبنان فيها.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي