يقول الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد والصحفي في حديث لبرنامج "نافذة على لبنان" بشأن الأوضاع السياسية في لبنان:
هناك موجة من الإشاعات في البلاد،وموجة من التبرير لهذه الأوضاع، ولكن كمتابع لهذا الموضوع، أعتقد أن المسألة مركبة، من جهة هناك أسباب تعود لطبيعة النظام القائم، ومن طبيعة الطبقة السياسية، حيث وصلت الأمور إلى أوضاع اقتصادية تهدد البلاد بالأفلاس، وبأزمة اقتصادية خانقة، وبمجموعة من الخلافات والتضاربات التي لا تسمح بإصلاح الوضع أو الخروج من هذا النفق، إذ هناك سبب أساسي بنيوي نتيجة النظام اللبناني ونتيجة الطبقة الحاكمة، ولكن بنفس الوقت، هذه الأزمة هي جزء من الوضع الإقليمي، وخاصة أن الأخير يؤثر على لبنان إيجابا وسلبا، وأعتقد أن الوضع الإقليمي هو بمرحلة انتظار وترقب وسباق بين المواجهة العسكرية أو إيجاد التسويات والحلول. أمام هذه اللحظة الحساسة، المطلوب أن يبقى لبنان بالبراد بالانتظار حتى تتجلى معالم الخيارات الإقليمية.
بدوره يقول المحلل السياسي رضوان الذيب في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد:
هناك حملة أميركية ممنهجة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لأن الولايات المتحدة تعتبره حليفا للمقاومة ويدافع عنها، وأعتقد أن العقوبات والحملات الأميركية طالت حتى رئيس الحكومة سعد الحريري، لإن أميركا تعتبره أيضا يمرر أمورا ومواضيع عديدة لحزب الله ولا يختلف معه، وأن الحكومة هي حكومة حزب الله، وما يقرره ينفذ داخلها. وبالتالي فإن الحملة الأميركية على الرئيسين عون والحريري من أجل فك أي حوار مع "حزب الله" وعدم الخضوع لأي مشروع يريده، وما الحملة على الدولة اللبنانية، سوى حملة تستهدف "حزب الله"، وأميركا قالت للجميع عبر موفديها إلى لبنان: بأنهم لن يسمحوا لحزب الله الاستفادة من أموال الدولة اللبنانية، وبأنهم يريدون ضربه وتجفيفه.
ويشير الذيب إلى أن الضغوط الأميركية ستستمر على الرئيسين عون والحريري، وبالتالي ستنعكس على كل الشعب اللبناني، ولذلك فإن الأوضاع في لبنان دقيقة جدا، ونتيجة الأوضاع الإقتصادية هناك تظاهرات واحتجاجات شعبية ولا أحد يدرك إلى أين تسير الأوضاع في البلاد إذا استمر الضغط الأميركي بهذا الشكل. وهنا السؤال الأساسي: هل يريد الأميركيون فوضى في لبنان؟ واذا استمر الوضع الاقتصادي على هذا المنوال، من الممكن أن تذهب الأمور في لبنان إلى الفوضى غير المنظمة.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي