عيد النصر على النازية هو عيد وطني تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق باستسلام ألمانيا الفاشية في الحرب العالمية الثانية. وقع هذا الاستسلام في مساء 8 أيار/ مايو من عام 1945 (وصادف 9 من أيار/ مايو بتوقيت موسكو)، وقد سبق هذا الاستسلام استسلاما آخرا وقعته القيادة الألمانية مع الحلفاء. لذلك أعلنت حكومة الاتحاد السوفييتي عن استسلام ألمانيا في 9 أيار/ مايو، وأصبح هذا اليوم من كل عام يوما يحتفل به الاتحاد السوفييتي، ومن بعده روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية.
إذاً أسدلت روسيا الستار عن الذكرى الثانية والسبعين للنصر على الفاشية في الحرب الوطنية العظمى بعرض عسكري مهيب حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحشد من المحاربين القدماء وعدد من الضيوف الأجانب وعلى رأسهم الرئيس المولدوفي.
كبار المسؤولين الروس حضروا على منصة الشرف لتفقد صنوف الجيش والقوات المسلحة الروسية، من بينهم رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، ولفيف من المسؤولين في إدارة الرئاسة، وشؤون الحكومة الروسية، وثلة من كبار الضباط والقادة العسكريين
وبين الآليات العسكرية التي استعرضتها روسيا، عربات "تيغر" المصفحة، ومنظومات صواريخ "يارس" العابرة للقارات، ومنصات صواريخ "بوك إم-2" و"بانتسير إس1" ذاتية الحركة المضادة للطائرات والأهداف الجوية، إضافة إلى دبابات "تي-90"، وناقلات الجند المدرعة "بي تي إر-82أ"، وعربات المشاة "بي إم بي-3"، ومدافع "مستا-إس" ذاتية الحركة المخصصة لتدمير تحصينات العدو ونقاط قيادته.
وفي مستهل العرض، ألقى القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين كلمة مقتضبة هنأ فيها المحاربين القدماء والشعب والجيش الروسيين بهذا الحدث العظيم. حيث أكد الرئيس فلاديمير بوتين أنه لا توجد على وجه الأرض قوة قادرة على استعباد الشعب الروسي، الذي صنع المستحيل ودافع عن وطنه حتى الموت، وأدار العجلة الدموية للحرب العالمية الثانية إلى الوراء وسحق النازية، ووضع حدا للوحشية.
وشدد الزعيم الروسي على حقيقة أنه لا ينبغي للعالم أن ينسى أبدا أن حرية أوروبا والسلام المنشود على كوكبنا تم تحقيقهما بفضل جهود الآباء والأجداد. مؤكداً أن القوات المسلحة الروسية قادرة على مواجهة أي عدوان محتمل.
وفي معرض حديثه عن قضية محاربة الإرهاب أكد بأن الوضع الراهن يتطلب زيادة القدرات الدفاعية، لمكافحة الإرهاب والتطرف، والنازية الجديدة، وغيرها من التهديدات ولا بد من توحيد جهود المجتمع الدولي، وإن روسيا مستعدة لهذا التعاون.
وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده ستقف على الدوام إلى جانب السلام، ومع من يختار طريق الشراكة المتكافئة، ومن يرفض الحرب كظاهرة مناهضة لحياة الإنسان وطبيعته.
وزير الدفاع الروسي: عيد النصر يمثل رمزا لوطنية الشعب الروسي الحقيقية
أما وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو فقد أكد أن عيد النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى يمثل رمزا حقيقيا لوطنية الشعب الروسي ولعظمته الروحانية.
إننا ننحني أمام عظمة مأثرة الجنود السوفييت، والعمل المتفاني لكادحي الجبهة الداخلية، إننا نكرم ذكرى أولئك الذين قدموا حياتهم فداء للنصر.
وفي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر انطلقت فعاليات الاحتفال بحملة شعبية حاشدة في وسط العاصمة الروسية موسكو، يطلق عليها القائمون مسيرة "الفوج الخالد"، حمل المشاركون فيها صور من خاضوا الحرب الوطنية العظمى ومن لم يعودوا منها، فيما انضم إلى هذه الحملة ضيوف من بلدان حررها، أو أسهم الجيش الأحمر في تخليصها من طاعون النازية، كبريطانيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، وأستراليا، وكندا وغيرها من بلدان العالم حيث شارك ممثلون عنها للمرة الأولى في هذه الحملة الرمزية.
كما شهدت مدن روسية عروضاً عسكرية وأنشطة وطنية أخرى، إضافة إلى حفلات موسيقية مكرسة لنصر الشعب السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى.
واختتمت الاحتفالات، في موسكو، بإطلاق الألعاب النارية، من 16 موقعا، في الساعة 22:00، بالتوقيت المحلي.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم