روسيا بذلت مع الولايات المتحدة والأردن جهدا مشتركا لإنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب-الغربي السوري. لكن إسرائيل أعربت منذ البداية عن شكها في جدواها، ولا سيما أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ترى أن هذه المنطقة يجب تحويلها إلى منطقة عازلة نهائيا.
إسرائيل تفسر حاجتها إلى هذه المنطقة العازلة بسببين أساسيين: الأول، إبعاد المجموعات المسلحة المتصارعة في سوريا عن حدودها وعلى رأسها حزب الله. والثاني، وضع كل العراقيل الممكنة أمام إنشاء إيران قاعدة عسكرية لها على الأراضي السورية.
لكن ما أقلق القيادة الإسرائيلية وشكل صداعا جديدا ، هو أن إسرائيل أيدت في الفترة الأخيرة تطلعات الأكراد العراقيين الانفصالية، وسعيهم لبناء دولتهم الخاصة وجعلها خنجرا في الخاصرة الإيرانية. ولكن المفاجأة الكبيرة التي أدهشت تل أبيب هي عندما سلمت القوات الكردية محافظة كركوك إلى قوات بغداد الحكومية خلال 48 ساعة من دون قتال يذكر.
ولذا، فإن ما يجب أن يقلق إسرائيل هو أن إيران اخترقت العمق الاستراتيجي للتحولات الجارية كافة في الشرق الأوسط.
موسكو وواشنطن وصراع الأسلحة الأسرع من الصوت
يتيح السلاح الفرط صوتي للطائرات والصواريخ، التحليق بسرعة تفوق 5 ماخ، أي ستة أضعاف سرعة الصوت. ويتحول عند ذلك الغاز الواقع بين جسم التقنية الجوية والبيئة المحيطة إلى البلازما.
هذه التقنيات الجوية الواعدة يفترض أن تسير بسرعة فرط صوتية في معظم أقسام مسارها وليس في آخره فقط كما هو الحال لدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وبالتالي سوف تتمكن الطائرات الحديثة التهرب من تأثير الصواريخ المضادة أو ما يسمى بالدرع الصاروخية للعدو الافتراضي.
المهندسون الأمريكيون يعملون أيضا على تصميم سلاح حركي يقضي بإسقاط حشوات معدنية تطلق من على متن مركبة فضائية. ويتوقع أن تبلغ تلك الحشوات سرعة كافية لتدمير أي هدف عمليا.
الدرون "SR-72" يعد وريثا مباشرا لطائرة الاستطلاع الاستراتيجية الأمريكية "BlackbirdSR-71" التي خرجت من الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1998 وبلغت سرعتها آنذاك 3.2 ماخ عند سيرها بخط مستقيم.
بعد ظهور منظومات "أس-300" في قوات الدفاع الجوي السوفيتية أصبح تحليق "BlackbirdSR-71" بالقرب من الحدود السوفيتية أمرا خطيرا للغاية، مما اضطر بالجيش الأمريكي بعد ذلك إلى تعليق برنامج إنتاج طائرات الاستطلاع الاستراتيجية تلك.
فيما يتعلق بوسائل الدفاع الجوي الحديثة أس-400، التي تتوفر حاليا في قوام الجيش الروسي، فهي قادرة على إصابة طائرات مثل SR-72 المزودة برؤوس فرط صوتية على ارتفاع يبدأ من 50 كيلومترا فقط، وعددها غير كاف لتغطية الأراضي الروسية كلها.
أكثر الأسلحة حداثة في هذا المجال هو صاروخ "سارمات" الروسي الواعد الذي يزود برؤوس منشطرة فرط صوتية قابلة للمناورات تلقائيا. وبوسع هذا الصاروخ أن يحمل رأسا مدمرة فرط صوتية، من طراز "يو-71" يمكن أن تبلغ سرعتها 10 ماخ أي ما يعادل نحو 9 آلاف كيلومتر في الساعة.
بيونغ يانغ تهدد بتوجيه ضربة إلى واشنطن- حقيقة أم مراوغة
الخبراء العسكريون يؤكدون أن المسألة ليست في قدرة بيونغ يانغ على توجيه ضربة إلى الولايات المتحدة، بل في عدد الصواريخ الكورية الشمالية.
الوضع حول شبه الجزيرة الكورية وصل إلى مستوى حرج وأن الحرب النووية قد تندلع في أي لحظة. على الرغم من أن القيادة العسكرية في بيونغ يانغ تدعم الاتفاقية، التي اعتمدت في شهر تموز/يوليو الماضي بشأن منع السلاح النووي تماما. ولكن الولايات المتحدة التي تبتز وتهدد كوريا الشمالية بالسلاح النووي تنكر وجود هذه الاتفاقية، لذلك لن تنضم كوريا الشمالية إليها.
امتلاك بيونغ يانغ السلاح النووي والصواريخ البالستية هو إجراء مبرر للدفاع عن النفس؛ مشددا على أن أي دولة في العالم لم تتعرض لمثل هذه التهديدات المباشرة من جانب الولايات المتحدة فترة طويلة، كما يحصل مع كوريا الشمالية.
المصادر العسكرية تشير إلى إن كوريا الشمالية توجد في المرحلة الأخيرة لتشكيل القوات النووية للبلاد. وإنها تملك حاليا وسائل مختلفة لنقل القنابل الذرية والهيدروجينية وصواريخ بالستية عابرة للقارات.
جنرال روسي يتحدث عن مرحلة ما بعد العمليات العسكرية في سوريا
الجنرال الروسي الذي يرأس حاليا لجنة الدفاع في مجلس الدوما، علق على الوضع الراهن في سوريا قائلاً:
"سأكون سعيداً لو انتهت كل العمليات العسكرية قبل نهاية السنة الجارية، ولكن يبدو أنه بعد الانتهاء من العمليات العسكرية العامة، ستكون هناك حاجة إلى فترة من العمليات الخاصة، لتطهير البلاد من الإرهابيين. سيحاول الكثير منهم حلق لحاهم، كثيرون.. سيحاولون الانضواء في الإدارة، وكثيرون أيضا سيحاولون التغلغل داخل هيئات الحكم الذاتي المحلي، وهلم جرا. ولهذا فإن مكافحة هذه المحاولات عملية طويلة.
الجنرال فلاديمير شامانوف أكد من ناحية أخرى بأن روسيا تمتلك وسائل عسكرية بوسعها التصدي لكافة وسائل الضرب غير النووي الأمريكي الخاطف الشامل.
القيادة العسكرية الروسية تطور مشاريع واعدة في هذا المسار أيضا. ولديها بعض التصاميم بهذا الشأن، علما أن مجمع الصناعات الحربي يعمل في العقود الأخيرة على تطوير أنظمته، وحذر الفريق أول من محاولات تخويف روسيا وتهديدها. وقال إن تلك المحاولات فشلت على مر الزمان في تركيع روسيا.
البنتاغون باشر بتصميم أنظمة واعدة للضرب غير النووي الخاطف الشامل الذي من شأنها تدمير أهداف في أي ركن من أركان الكرة الأرضية خلال ساعة واحدة.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم