زعيم المؤسسة العسكرية الروسية على حق. فالحرب ضد "دولة الخلافة" باتت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها. والمجموعات الإرهابية، وفي مقدمتها "داعش"، عمليا خسرت مواقعها وتم دحرها، وسوف يتم قريبا تحرير المناطق على ضفتي نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية من سيطرة الإرهابيين.
الجنرال شويغو لم يقصد في حديثه انتهاء الحرب الأهلية في سوريا. فهناك لاعبون كثر على الساحة السورية: الإرهابيون، الكرد، التحالف الغربي، إسرائيل، الأردن، المملكة السعودية، قطر وتركيا… وكل منهم يتصرف وفق مصالحه. لذلك عندما جرى الحديث عن تخفيض عديد المعدات والقوات الروسية في سورية لم يكن المقصود انسحاب القوات الجوية الفضائية الروسية من هذا البلد، خاصة وإنه قد تم إبرام اتفاق بين البلدين يتضمن بقاء الوحدات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس. كما ستبقى في سوريا الشرطة العسكرية الروسية، التي ستكون مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
بيونغ يانغ ترهب قادة الأطلسي…فماذا لو هجم الدب الروسي
تقرير داخلي لحلف شمال الأطلسي، يؤكد بأن الحلف لن يكون قادرا على صد هجوم روسي على جناحه الشرقي في حال حصوله. في إشارة إلى أن قدرة حلف شمال الأطلسي على تقديم الدعم اللوجستي لقوة التدخل السريع في المنطقة الواسعة جدا التابعة للقيادة الأوروبية قد تقهقرت منذ نهاية الحرب الباردة، على الرغم من توسيع قوات الرد السريع التابعة للحلف.
كما سرّع الحلف عمليات الدفاع عن الدول الأعضاء في شرق أوروبا، وضاعف حجم قوات الرد السريع ثلاث مرات، وأضاف إليها قوة جديدة يبلغ عديدها خمسة آلاف عسكري للتدخل السريع.
أما فيما يتعلق بكوريا الشمالية فقد أعلن ينس ستولتنبيرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن صواريخ بيونغ يانغ، أصبحت قادرة على بلوغ أراضي الدول الأعضاء في الحلف. وشدد على إن شمال الأطلسي يدرك أن أوروبا هي أيضا في متناول صواريخ كوريا الشمالية، ودول الناتو هي أيضا تحت التهديد.
الغرب يقوم بتشويه سمعة منظومات الدفاع الجوي الروسية
سلسلة أخرى من هذه المواد نشرت في شهر تشرين الأول/أكتوبر مباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا والمملكة السعودية بشأن توريد منظومة "إس-400 تريؤمف" إلى المملكة. وفي محاولة لقطع الطريق أمام النجاحات التي تحققها الأسلحة الروسية، تم جمع كل ما هو قمامة المعلومات لتشويه سمعة هذه المنظومة. وبالتوازي مع ذلك كله يتم تعزيز هذه الحرب الإعلامية بآراء متحيزة لخبراء الناتو العسكريين.
من بين وجهات النظر الأخرى يمكن أن نبرز موقف رئيس تحرير قسم الدفاع في مجلة ناشيونال انتريست ديف ماجومدار، الذي يحاول في كتاباته دحض تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول تفوق أنظمة الدفاع الجوي الروسية على تكنولوجيا الشبح الموجودة في سلاح حلف شمال الأطلسي. وهنا يستند المحرر العسكري الأمريكي على المعلومات التي يديلها زملاؤه، من بينهم الخبير العسكري مايك كوفمان الذي يصرح بأن أقصى ما يمكن أن تفعله منظومة الدفاع الجوي الروسية هو الكشف عن مكان طائرات الشبح، ولكن من الاستحالة بمكان أن تنال منظومة "اس-300" و"اس-400" من هذه المقاتلات.
الموجة السابقة حدثت في شهر كانون الثاني/يناير 2017 عندما ذكرت مجلة ديفنز نيوز بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية "اف-35" بقيت غير مرئية من قبل منظومة "اس-400" الروسية أثناء القيام بغارة جوية على سورية. لاحقاً تم إزالة هذه المادة من موقع ديفنز نيوز، لكن جميع الطروحات التي أدلت بها هذه المادة انتشرت على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات للمواقع الناطق باللغتين الإنكليزية والروسية.
لكن، لم يتم ذكر حقيقة إبرام اتفاقات بين روسيا وإسرائيل حول تبادل المعلومات بشأن القيام بعمليات عسكرية في السماء السورية، وإن منظومة الدفاع الروسية ببساطة لا توجه صواريخها ضد المقاتلات الإسرائيلية. حسناً، فإن أول ظهور لآراء الخبراء في هذا الصدد يعود إلى الفترة التي تم بها توريد منظومات الدفاع الجوي الروسية "اس-300" إلى المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة وهي إيران.
ما هو معروف حالياً هو أن منظومات الدفاع الجوي الروسية "اس-300" و"اس-300 بي4" و"اس-350" و"اس-400" قادرة بشكل فعال أن تصد هجمات واسعة النطاق من قبل أكثر المقاتلات تطوراً، وكذلك أداء المهام في ظل ظروف التشويش المكثف من قبل أجهزة الرادار، وكذلك ضمن جميع التضاريس الجغرافية بدءاً من الصحراوية وانتهاءً بالمناطق دائمة التجمد. إن منظومات الدفاع الجوي من إنتاج شركة "ألماز-انتي" موجودة حالياً لدى القوات المسلحة في الصين والجزائر وفيتنام والهند وفنزويلا وإيران وبلدان أخرى من العالم. وعلى مدى فترة تصدير هذه المجمعات الروسية، فإن الجانب الروسي لم يتلق أي شكاوى من هذه البلدان حتى الآن.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم