المرحلة الحاسمة من هزيمة "تنظيم داعش"، شهدت عملية إرسال وحدات عائمة إلى سوريا، وفرت عبورا سريعا للقوات السورية على نهر الفرات في منطقة دير الزور.
أما وحدات الشرطة العسكرية في الجيش الروسي فقد ظهرت في سوريا متأخرة نسبيا. حيث قامت القبعات الحمراء بدوريات في المنطقة، وحراسة أماكن الطائرات والحوامات، وقامت بأداء الخدمة على الحواجز.
فيما قامت قوات الهندسة الروسية، بقدر كبير من العمل على إعداد قاعدة حميميم الجوية، لاستقبال الطائرات والعتاد. وكانت مهمتها التالية إزالة الألغام، من تدمر وحلب ودير الزور.
أما القوات الخاصة الروسية والمستشارين العسكريين الروس فقد كانت الأداة الرئيسية في تحقيق الانتصار على داعش، ولعبت دوراً مهماً في التوصل إلى نتيجة حتمية في الحرب على الارهاب الدولي.
أول ظهور للجنود من وحدات العمليات الخاصة كان قبل دخول القوات الروسية إلى سوريا رسميا. أما الآن فقد أصبح معروفا أنهم كانوا يعملون في توجيه الطيران إلى مواقع ونقاط ما يسمى بالجهاديين. وشاركت أيضا هذه الوحدات مباشرة في القتال، وقامت بغارات ليلية على مواقع ومراكز قيادة المسلحين. كما عمل بنشاط رجال القناصة وبطاريات الصواريخ المضادة للدبابات.
خارطة أماكن احتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة فيها
كوريا الشمالية تتصدر القائمة، إذ يعتبر الوضع حولها يشكل الأزمة الحديثة الأكثر خطورة. فالتقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية في صنع الصواريخ البالستية إلى جانب قلة الخبرة الدبلوماسية لإدارة ترامب أدى إلى تشكل حالة معقدة للغاية. وبالتالي فإن أخطاء بيونغ يانغ وواشنطن، قد تسفر عن نشوب حرب ستضطر اليابان والصين المشاركة فيها أيضا.
تايوان هي المنطقة الثانية التي يرى الخبراء العسكريون أنه قد يشتعل فيها نزاع كبير. في إشارة إلى أن الأوساط العسكرية في الصين أكدت بأن بكين ستوحد تايوان بالقوة لحظة وصول السفن العسكرية الأمريكية إلى هذه الجزيرة.
أوكرانيا تحتل المرتبة الثالثة في هذه القائمة، حيث يظن الخبراء أن الأوضاع فيها لا تزال متوترة بسبب المخالفة المستمرة للهدنة شرق البلاد واستمرار الاحتجاجات في كييف
كما لا يستبعد احتمال تعزيز موسكو لتواجدها في أوكرانيا في حالة انهيار السلطات الحالية، ما قد يسفر بدوره عن المواجهة العسكرية الواسعة النطاق بين روسيا والغرب.
والمنطقة الرابعة القادرة على التحول إلى مركز لنشوب الحرب العالمية الثالثة، هي برأي الأوساط المطلعة، تركيا، إذ يُعتقد أن انفصال أنقرة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واقترابها من موسكو يدل على التغير الجدي لتوازن القوى في المنطقة.
الخليج العربي يحتل المرتبة الأخيرة في القائمة. والحديث هنا يدور حول المواجهة بين السعودية وإيران. في إشارة إلى أن هذه المنطقة قد شهدت نزاعات في الماضي لكنها لم تتحول سابقاً إلى حروب عالمية. لكن الرياض أرسلت إشارات واضحة حول جاهزيتها تشكيل تحالف عسكري ضد إيران وحتى ضم إسرائيل إليها. وفي ضوء جهود روسيا الهادفة للدفاع عن مصالحها في المنطقة من جديد، من السهل جدا التصور كيف سيتحول هذا الوضع إلى مواجهة حقيقية بين الدول الكبرى.
روسيا تعيد هيكلة جيشها من جديد
سيشهد عام 2018 توحيد الطيران البحري وقوات الدفاع الجوي من أسطول المحيط الهادئ كجزء من جيش قوي مع مقر قيادة في إقليم كامتشاتكا. وستضم الوحدة الجديدة فرقتين على الأقل من قوات الطيران والدفاع الجوي. وهذا الجيش مكلف بالسيطرة على سماء مناطق كامتشاتكا وتشوكوتكا وفي القطب الشمالي. ووفقا للخبراء العسكريين، فإن تشكيل القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي بالقرب من ولاية ألاسكا يشهد على تعزيز إمكانيات أسطول المحيط الهادئ الضاربة.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أشار إلى إن إعادة تشكيل القوات تجري على جبهات أخرى أيضاً. ففي كانون الأول/ديسمبر 2015، تم تشكيل الجيش الخامس والأربعين من القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي لأسطول الشمال، لتعزيز السيطرة على المجال الجوي للمنطقة القطبية.
هذه المنطقة، باتت ساخنة في الفترة الأخيرة. النشاط العسكري الأمريكي تضاعف عدة مرات، تحت حجة التهديدات الكورية الشمالية. وفي منطقة تشوكوتكا نكون مباشرة بجوار ألاسكا، حيث قامت الولايات المتحدة ببناء قواعد جوية وبحرية كبيرة. ناهيك عن نشر واشنطن في المحيط الهادئ، ست حاملات طائرات.
المؤسسة العسكرية الروسية ترى في تشكيل الجيش الروسي الجديد خطوة جوابية مهمة، وتقول إن تركيز قوات الاستطلاع والقوات الضاربة للطيران البحري وقوات الدفاع الجوي تحت قيادة واحدة، سيكون بمثابة عامل ردع هام لكل تجاوز عدواني محتمل.
من المتوقع أن يتم تشكيل جيش آخر من القوات الجوية والدفاع الجوي، في المرحلة الثانية من الإصلاح الهيكلي للقوات المسلحة الروسية، مع وحدات أسطول المحيط الهادئ وتشكيلاته الفرعية المنتشرة في مقاطعة بريموري. وستشمل منطقة مسؤوليتها ساخالين، وجزر الكوريل، وبحر اليابان، وبحر أوخوتسك. فبالقرب من الحدود الروسية تظهر في المحيط الهادئ حاملات الطائرات الأمريكية الكبيرة من وقت لآخر، مع نوايا غير مفهومة.
التعاون العسكري التقني الروسي مع دول العالم
كما تم توقيع حزمة من الاتفاقيات مع المملكة السعودية، بما في ذلك حول صواريخ "إس 400" وبندقيات كلاشنيكوف الآلية، حيث يجري النظر في تنظيم إنتاج هذه البندقية في المملكة، أما فيما يتعلق بصفقة المنظومات الأكثر تطورا فإن روسيا تواصل مباحثاتها في إطار يشبه المحادثات مع الجانب التركي، حيث يتم مناقشة المسائل التقنية والجوانب المالية، وعلى الأغلب سيتم التوصل إلى برنامج فعلي قبل نهاية هذا العام.
التعاون مع العراق مهم وهو شريك قديم لروسيا، والعراق من حيث وضعه الحالي يخوض حربا داخل أراضيه ويستخدم فيها كميات كبيرة للغاية من الأسلحة الروسية، منها المدرعات والمنظومات المضادة للدبابات، والمدفعية والسلاح الخفيف.
أما عن التعاون مع صربيا فهي تتخذ موقفا ثابتا، ومنذ فترة غير بعيدة تم تسليم دفعة من المقاتلات إلى صربيا. والآن يجري البحث في طلبيات جديدة من الجانب الصربي، وهنا يدور الحديث حول تواصل التعاون العسكري الفني مع صربيا في العام المقبل، خاصة على ضوء الخطط الكبيرة الخاصة بتسليح جيشهم.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم