يرى بعض الخبراء السياسيين والعسكريين أن هذا الخطاب الحاد للزعيم الأميركي يأتي كمحاولة للرد على خطاب الزعيم الروسي، في إشارة إلى إن الولايات المتحدة لا تزال قوية ولديها إمكانيات عسكرية كبيرة في جميع المجالات.
وهنا لا بد من التنويه إلى حقيقة مهمة وهي أنه هناك نخبة من القادة العسكريين الأمريكيين الذين يعتقدون أن الوقت قد حان لعسكرة الفضاء، وبالتالي فإن خطاب ترامب يأتي تلبية لهذا المطلب الملح في المرحلة الراهنة. وروسيا مضطرة للرد على مبادرة ترامب بطريقة ما.
أسمع جعجعة ولا أرى طحناً
هناك تساؤل يطرح نفسه هل إعلان روسيا بالرد على كل من يستهدف الأراضي السورية تهديدات فارغة؟ الحديث يدور عن أن الأمريكيين سيوجهون ضربة لدمشق بصرف النظر عن تهديد موسكو بالرد، والولايات المتحدة واثقة من ذلك.
الأوساط العسكرية تذكر بأن الجانب الروسي أكد بأنه سيستخدم القوة في حال شنت الولايات المتحدة هجوماً، وبالتالي كيف سيؤثر ذلك على قرار واشنطن؟ بالطبع على الرغم من تأكيد حلف شمال الأطلسي بأنه ليس واضحا تماما ما الذي تريده روسيا، إلا أن الأخير أعلنت بشكل لا لبس فيه بأنها ستدافع عن جيشها أينما كان.
الغرب ينوه بأن لا نية لمهاجمة الروس في سوريا، وإن الأمر يتعلق بالقوات الحكومية، والعنف الذي تمارسه ضد المدنيين. أما بالنسبة لردود الفعل الروسية التي يمكن أن تعقب الهجوم على الجيش العربي السوري، فإن الولايات المتحدة لا يقلقها ذلك كثيرا. في إشارة إلى إن روسيا لم تعلن إنها ستقاتل التحالف بسبب الرئيس الأسد.
صياد الطيور الروسي منظومة صاروخية متطورة
أندريه سيرديوكوف قائد قوات المظليين الروسية، يعلن عن نية الجيش الروسي التزود بمنظومة محمولة للصواريخ المضادة للجو من طراز بتيتسيلوف وهذه الكلمة تعني صياد الطيور.
الأوساط العسكرية الروسية كانت قد أكدت أنه من المفترض نصب منظومة صياد الطيور على منصة عربة "بي إم دي-4 إم"، ما سيمكّن طائرات النقل العسكري من حملها على متنها وإنزالها بالمظلات إذا اقتضى الأمر.
قيادة قوات المظليين لم تكشف عن المواصفات التقنية للمنظومة الجديدة التي من شأنها أن تحل مكان منظومات "ستريلا" و"إيغلا" المنقولة للدفاع الجوي. واكتفت بالقول إن "صياد الطيور" ستتقدم على سابقتيها بمقدار 50% من حيث المدى والارتفاع.
الجنرال أوليغ ساليوكوف قائد القوات البرية الروسية اعتبر أن أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها قواته ليس لها مثيل في العالم، وهي قادرة على التصدي لكل وسائل الهجوم الجوي الموجودة في كل الدول.
الأسلحة الروسية الحديثة للدفاع الجوي الموجودة في الخدمة ضمن القوات البرية، تتمتع بنوعية أعلى بكثير من سابقاتها، ولا يوجد مثيل لها في العالم، ويدل على ذلك قدرتها التنافسية العالية في سوق السلاح الدولي.
تدمر اسم لسلاح بوتين الفتاك
وزارة الدفاع الروسية نشرت النتائج الأولية للتصويت على اختيار أسماء ثلاثة أسلحة استراتيجية روسية حديثة أعلن عنها الرئيس بوتين مؤخرا وطلب من الروس المساعدة في اختيار تسميات لها.
الوزارة أشارت إلى أن بين الأسماء المقترحة للصاروخ المذكور ونالت شعبية كبيرة بين المصوتين، كانت أسماء "الإمبراطور"، و"نيجدانيك"، أي المباغت، و"تيشينا"، أي الصمت.
هذا المقترح جاء تكريما للرفاق الروس الذين استشهدوا في سوريا، تكريما للطيار بطل روسيا رومان فيليبوف، الذي فجر نفسه بقنبلة يدوية عندما كان محاصرا من قبل الإرهابيين، وكانت كلماته الأخيرة: خذوها! هذه من أجل رفاقي!. وتكريما للجندي ألكسندر بروخورينكو الذي ضحى بحياته أثناء أداء مهماته بعدما حاصره الإرهابيون. وتكريما للطيار أوليغ بيشكوف الذي لقي مصرعه بعد إسقاط القوات الجوية التركية قاذفته في سوريا. وتكريما لرفاقنا الآخرين.
ما يضفي الأمر اهتماماً هو أن الزعيم الروسي ينحدر من مدينة سان بطرسبورغ وهذه المدينة مشهورة بتسمية أخرى وهي تدمر الشمال. أعتقد أن تسمية تدمر تحتفظ في طياتها أسماء أولئك الذين حاربوا بشجاعة ضد الشر.
الشبح المائي الروسي يدغدغ أعصاب الغرب
قائد كتيبة الغواصات النووية سيرغي ستارشينوف أشار إلى إن الغواصات كلفت بالوصول إلى منطقة القواعد البحرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وتم تنفيذ المهمة بامتياز. وبقيت الغواصات مخفية، حتى كشفت عن نفسها، ثم عادت سرا إلى قواعدها.
وشاركت في المهمة غواصات مشروع 971 "شوكا-بي". وبالطبع لم يتم تحديد أسمائها، لكن قائد كتيبة الغواصات النووية تحدث عن العملية أثناء حديثه عن غواصتي "بانتيرا" و"تيغر"، الصادرتين في الفترة ما بين 1990-1993 وتم تحديث "بانتيرا" في الفترة ما بين 2006-2008.
كما وقعت حادثة طريفة خلال المناورات المضادة للغواصات، التي أجرتها قوات الناتو بالقرب من سواحل بريطانيا. وبعد الانتهاء من مناورات البحث عن الغواصات بنجاح، خرجت غواصة روسية لم ينتبه لها أحد من المياه بين الغواصات البريطانية وطلبت مساعدة أحد أفراد طاقمها، الذي يعاني من التهاب الزائدة وتطلب عملية فورية.
إعداد وتقديم: نوقل كلثوم