يوم بداية الهجوم المضاد للقوات السوفيتية في معركة موسكو
ففي هذا اليوم دارت معارك شرسة شارك فيها أكبر عدد من الجنود والضباط والعتاد والمعدات حيث استخدمت الأسلحة بجميع أنواعها على نطاق واسع، وأصبح هذا الحدث علامة لأكبر المعارك التي دارت في تلك الفترة.
قبل بدء الهجوم وضع الألمان هدفا مهما وهو احتلال موسكو في أسرع وقت ممكن. حتى أن الانتصارات الأولى في الحرب أسعدت النازي هتلر واشترط على قواته أن يتم احتلال العاصمة السوفيتية بتاريخ 15 آب/أغسطس من ذلك العام على أن يتم إنهاء الحرب مع الاتحاد السوفيتي بحلول شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه. ولكن لم يأخذ بعين الاعتبار إمكانيات وقدرات الجنود السوفيت الذين استطاعوا بعدما معارك طويلة من إيقاف الألمان. وبحلول الخامس من كانون الأول/ديسمبر تكبدت القوات الألمانية خسائر فادحة لدرجة أنها بدأت تتحول من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع. وسرعان ما بدأ الهجوم المضاد الحاسم للقوات السوفيتية من ثلاثة جبهات، وبحلول السابع من شهر كانون الثاني/ يناير تقدمت القوات السوفيتية إلى الغرب بمسافة 250 كيلو متر.
بعد معركة موسكو تم منح قوات الحرس الوطني ومختلف التشكيلات والوحدات العسكرية الأوسمة، وتم منح 36 ألف جندي وضابط الميداليات والأوسمة. ولذلك قرر الشعب الروسي إحياء ذكرى تلك المعركة التي أظهر فيها الجنود شجاعة وبسالة غير مسبوقة في الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر.
مياه روسيا الشمالية هدف استفزازي للعم سام
تعبر الولايات المتحدة عن سطوتها وهيمنتها من خلال انتهاكها لحدود الدول أو اللجوء إلى قصفها واحتلالها وهي تركز في الآونة الأخيرة على الصين وروسيا إن كان في بحر الصين الجنوبي أو في البحر الأسود وحتى بحر اليابان.
منذ فترة أبحرت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية بالقرب من جزر تطالب الصين بالسيادة عليها في بحر الصين الجنوبي. حيث قامت المدمرة ديكاتور بالابحار على بعد 12 ميلا بحريا من جزيرتي جافن وجونسون في منطقة جزر سبراتلي.
الرد الصيني يأتي على شكل رفض المارد التنين لطلب سفن حربية أمريكية زيارة هونغ كونغ وكان قد أرجأ محادثات عسكرية مشتركة احتجاجا على قرار أمريكي بفرض عقوبات على وكالة عسكرية صينية ومديرها بسبب شراء مقاتلات ونظام صواريخ أرض جو من روسيا.
وها هي السفن الحربية الأمريكية لأول مرة منذ عقود، بدأت في الاقتراب من حدود روسيا، الشرقية بعد الغربية. حيث أبحرت المدمرة الأمريكية "ماكامبيل" على مقربة من خليج بطرس الأكبر في بحر اليابان، بهدف تحدي المطالب البحرية المفرطة لروسيا.
المتحدثة باسم أسطول المحيط الهادي الأمريكي، اللفتنانت راشيل ماكار، أكدت بأن الولايات المتحدة لا تعترف بالمطالب البحرية الروسية فيما يتعلق بمناطق تتجاوز بكثير الـ 12 ميلا التي يضمنها القانون الدولي من ساحلها.
في إشارة إلى إن هذه الخطوة ليست موجهة ضد روسيا أو دول أخرى ولا ترتبط بالحادثة الأخيرة في مضيق كيرتش، والتي انتهكت خلالها السفن الأوكرانية الحدود الروسية وتم احتجازها. مشددة على أن الجيش الأمريكي سوف يحلق ويبحر ويعمل حيث يسمح القانون الدولي بذلك، وهذا ينطبق على كل من بحر اليابان وأماكن أخرى حول العالم.
القيادة العسكرية الروسية أكدت بالوثائق بأن خليج بطرس الأكبر مصنف قانونا كمياه داخلية لروسيا لأسباب تاريخية — وفقا لقرار مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي للعام 1957. بما يتفق مع القانون الدولي في تلك الفترة. والخلجان التاريخية، لها وضع مثبت في القانون الدولي. لا حرية للملاحة في الخلجان التاريخية. فالأحكام المتعلقة بهذه الخلجان واردة في اتفاقية جنيف بشأن البحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة للعام 1958 (وبالمناسبة الولايات المتحدة مشاركة فيها)، وفي اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار للعام 1982.
الولايات المتحدة تحاصر روسيا بالقاعدات العسكرية…فما هو رد موسكو؟
المؤسسة العسكرية الروسية تناقش بشكل يومي ما هي احتمالات رد موسكو على نشر صواريخ أمريكية عند حدود روسيا. والخبراء العسكريون يؤكدون ضرورة نشر القواعد العسكرية في بعض بلدان القارة الأمريكية. على سبيل المثال في فنزويلا أو نيكاراغوا.
القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية كان قد أجرى محادثات مع زعماء من روساء بلدان أمريكا اللاتينية وآخرها مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي عبر قبل مغادرته، عن استعداده الكامل للتعاون العسكري والتقني وفي جميع المجالات الأخرى نحو عالم متعدد الأقطاب.
إذا انسحب الأمريكيون من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى وبدأوا في نشر صواريخ متوسطة المدى حول الحدود الروسية، فعلى موسكو أن ترد على الفور. ولا يجوز القيام برد متناظر في هذا الوضع. ولا يجوز توجيه الصواريخ إلى العواصم الأوروبية والمرافق العسكرية في الاتحاد الأوروبي فقط. لأن هذا ما تريده أمريكا، التي تنام وتصحو وهي تحلم بأن تدور الحرب بين روسيا وأوروبا.
بعض الجنرالات الروس يرون بضرورة أن تقدم روسيا لأوروبا بديلا على شكل إنشاء نظام أوروبي شامل للأمن الجماعي وضمانات الأمن المتبادل. ولكن، في الوقت نفسه، إذا بدأت الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى تهدد الأراضي الروسية، فيجب على موسكو نشر مثل هذه الصواريخ بحيث تكون الولايات المتحدة في مرماها. وهذه الخطوة ستؤدي بالتأكيد إلى ردة فعل قاسية من واشنطن، لكن على أوروبا تفهم هذه الخطوة.
وزارة الدفاع الروسية تتحدث عن ضرورة إجراء مشاورات صريحة مع الصين. والسبب هو أن الأخيرة تبني الآن قناة عبر نيكاراغوا. لذلك، يمكن لروسيا أن تتفق على الحماية المشتركة لهذه القناة. عندها سيكون من الممكن نشر صواريخ روسية في نيكاراغوا. فالمسافة من ماناغوا إلى تكساس، حوالي 2500 كيلومتر، وهذا هو بالضبط نطاق الصواريخ الروسية المجنحة، لتوجيه ضربة إلى أهداف أرضية.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يتم نشرها في فنزويلا؟
في الواقع النظام السياسي في فنزويلا غير مستقر. الأمريكيون يفعلون الآن كل ما هو ممكن للإطاحة بمادورو. لذلك، نحن بحاجة إلى النظر بعناية في كل شيء، وعدم اتخاذ قرار عشوائي بنشر قاعدة بحرية مقابل الديون.
أسلحة متطورة لقوات المجوقلة الروسية
سلاح المظليين الروسي يتسلم العام المقبل دفعة جديدة من عربات الإنزال القتالية المطورة من طراز بي إم دي-4 إم. حيث تحدثت وزارة الدفاع الروسية، عن أن سلاح المظليين سيتسلم عام 2019 دفعة صناعية تجريبية من تلك العربات، في إشارة إلى أنه سيتم إرسالها إلى الوحدات التي ينزل أفرادها جوا بالمظلات.
أما أسلحة العربة فتتضمن مدفعاً من عيار 100 ملم، وأربعة صواريخ موجهة مضادة للدبابات من طراز "أركان"، ومدفعا أوتوماتيكيا من عيار 30 ملم، كما يضم مخزونها 500 قذيفة مستخدمة لأغراض مختلفة، ورشاشا من عياره 7.62 ملم.
ويتم إنزال العربة من طائرات النقل التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية بواسطة منظومة المظلات متعددة القبب من طراز "إم كا إس-350-12 إم" أو منصة طائرة من طراز بي بي إس-950 أو في الوقت نفسه اختبر الجيش الروسي صاروخا مضادا حديثا تابعا للدرع الصاروخية الروسية في ميدان "ساري-شاغان" التدريبي بكازاخستان.
العقيد فلاديمير سوكولوف المتحدث باسم وزارة الدفاع قال إن الصاروخ، الذي يتبع للدرع الصاروخية لمنطقة موسكو، دمر هدفا مخصصا له، وهو أيضا من ضمن منظومة الإنذار عن الهجوم الصاروخي ومراقبة الفضاء الكوني في الوقت نفسه.
وزارة الدفاع لم تكشف عن مواصفات الصاروخ الجديد التي لا تزال سرية. واكتفى قائد تشكيل الصواريخ العقيد سيرغي غرابتشوك بالقول إن الصاروخ خضع لسلسلة من الاختبارات، حيث أكد فاعلية كل مواصفاته.
سرعة الصاروخ الجديد بلغت 5500 متر في الثانية. وبمقدوره اعتراض الرؤوس القتالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات على مدى يزيد عن 100 كيلومتر وعلى ارتفاعات تتراوح بين 5 و50 كيلومترا، ما يعني أن الصاروخ الجديد يمكن أن يصيب هدفا معاديا حتى في الفضاء القريب.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم