في 8 نيسان/أبريل 1918، وبموجب المرسوم الصادر عن مجلس المفوضية الشعبية "بشأن إنشاء مفوضية الشؤون العسكرية في المقاطعات والمحافظات والمدن والقرى"، تم إنشاء مكاتب تجنيد في تلك المناطق للشؤون العسكرية — حالياً يطلق عليها شعب التجنيد العسكرية. ومن المهام الرئيسية لهذه الشعب هو إعداد السكان لإدخال مفهوم الخدمة العسكرية الإلزامية.
منذ عام 1993، اتسع نطاق المهام التي يقوم موظفو شعب التجنيد بتأديتها بشكل كبير. حالياً، تقوم المفوضة العسكرية، بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية، بعدد من المهام الاجتماعية، إلى جانب تنظيم عملية التجنيد في القوات المسلحة وتسجيل الجنود والضباط الاحتياطيين، وكذلك تسجيل المعدات الموجودة في المنطقة.
لا يوجد لدى موظفي شعب التجنيد العسكرية مهام ثانوية، سواء أكانت مسائل التنظيم والتسجيل العسكري؛ وتنظيم المحاسبة الخاصة بالمركبات التي تُقدم للقوات المسلحة الروسية؛ وتنظيم العمل الأخلاقي والنفسي أو تنظيم وإقامة فعاليات للتوجيه المعنوي العسكري والاختيار النفسي المهني للمواطنين؛ وإخطار أفراد أسر الجنود الذين قتلوا أو ماتوا أثناء الخدمة العسكرية.
تتعامل شعب التجنيد العسكرية مع المجندين بشكل فردي، مع مراعاة قدراتهم وحالتهم الصحية وظروفهم العائلية. وإذا كان الشاب قد حقق مستوى عال من الاعداد البدني، فيمكنه أن يخدم في سرايا مختصة بمجال الرياضة. أما إذا أظهر الطالب قدرات جيدة في مجالات التكنولوجيا المتطورة فلديه كل الفرص للدخول في سرايا خاصة بمجال علمية.بالاضافة إلى ذلك تم تهيئة كل الظروف اللازمة للإقامة المريحة في الثكنات الروسية: فهناك مرافق للاستحمام، والأجهزة المنزلية، ومجموعة واسعة من الأطباق في غرفة الطعام. المجندون الذين يتم سحبهم للخدمة الالزامية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر يخدمون في القوات البحرية وضمن القوات الجوية الفضائية، والحرس الوطني والقوات البرية.
منظومة الصواريخ السورية للترهيب وليس للاستخدام
يؤكد الوسط العسكري بأن الصراع في سوريا تحول إلى حرب مع إيران بكل أشكاله، والجديد في الموضوع هو استخدام الطيران الإسرائيلي المناطق التي تحتلها أمريكا في سوريا لقصف حلب. حيث أفادت التقارير بأن الضربات استهدفت مواقع إيرانية في منطقتي شيخ نجار وجبرين، وكذلك على قاعدة النيرب الجوية، من اتجاهين مختلفين. فإلى جانب الضربات من المجال الجوي اللبناني، عملت طائرات جيش الدفاع الإسرائيلي لأول مرة في الحملة السورية بأكملها من المنطقة التي يحتلها الأمريكيون في شرق سوريا.
بعض المحللين في روسيا يقولون بأن نتنياهو بدأ يقوم بزيارات إلى روسيا كما لو كان يقوم بزيارة منطقة من مناطق بلاده. ويتساءلون لماذا التفاوض مع دولة إرهابية؟ وعن ماذا يدور الحديث؟ وهل بالفعل أتى نتنياهو ليأخذ رفات الجندي الاسرائيلي؟ إن أي زيارة من هذا القبيل، وخاصة الزيارة غير المعلنة و"الخاصة"، تبدو استفزازاً وتهين من سمعة روسيا في العالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط ككل. لهذا السبب بالذات تقوم إسرائيل بمثل هذه الزيارات إلى روسيا. نستخلص من هذا كله أنه باستضافة نتنياهو، تكون روسيا قد وافقت على اقتطاع مرتفعات الجولان لصالح إسرائيل. بدلاً من الإعلان عن احتجاج قوي وإرسال بعثة لحفظ السلام هناك.
طبعاً هذه الآراء تنطلق من التناقضات في الادارة الاسرائيلية، التي كانت تناشد المجتمع الدولي لارسال قوات حفظ السلام في الجولان بسبب الأعمال العسكرية من جانب سوريا. إذاً هي في الوقت نفسه كانت بحاجة إلى دخول مثل هذه البعثة، والآن تقول عكس ذلك تماماً. في جميع اجتماعات الأمم المتحدة، صوتت إسرائيل لصالح إرسال وحدة تابعة للأمم المتحدة. والسؤال عن أي بعثة يجري الحديث بعد أن قامت إسرائيل بضم الجولان؟
كاراكاس والتعاون الروسي الصيني
الدعم الروسي جاء مدروساً وموسكو كانت تتصرف مع كاراكاس بشيء من الحذر خلال المرحلة الأولى من مظاهرات غوايدو. وكأن القيادة الروسية في حالة انتظار ومراقبة لتطور الاحتجاجات. ولكن، ما إن اتضحت الصورة حتى قامت القيادة العسكرية بإرسال خبراء من وزارة الدفاع الروسية إلى كاراكاس.
وإذا ما تم نشر القوات الروسية في منطقة البحر الكاريبي، أمام أنف الولايات المتحدة المنقسمة سياسيا، فإن ذلك سيعزز بلا شك من مكانة روسيا كقوة عظمى.
من الجانب الآخر العم سام يدرس بجدية إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد الحكومة الفنزويلية. في إشارة إلى إن الخيارات الدبلوماسية تنفد، وبالتالي يجري النظر في أساليب ضغط أخرى بما في ذلك الخيار العسكري. حيث تنوه القيادة الأمريكية بأنه سوف يستخدم عنصر المفاجأة في الإجراءات اللاحقة حول فنزويلا.
نذكر أن فنزويلا تمر منذ العام الماضي بأزمة سياسية حادة تمحورت حول مواجهة بين سلطة الرئيس مادورو والبرلمان، ذات الأغلبية المعارضة، مصحوبة باحتجاجات واسعة ضد الحكومة على خلفية استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ومع ذلك يشير الخبراء العسكريون إلى أزمة كاريبية جديدة بنسخة فنزويلية، وذلك لأن واشنطن بدأت تفقد صبرها ليس فقط من الوجود الروسي العسكري وإنما دخول الصين، الذي يعقّد الوضع.
الكثيرون يتحدثون عن مقاربة بين ما يجري حالياً في فنزويلا وما جرى في مطلع ستينات القرن الماضي، في تنويه إلى إن الأزمة الحالية قد تكون أكثر خطورة من الكاريبي.
في الوقت الذي تؤكد فيه القيادة الأمريكية سقوط مادورو الوشيك، يرى خبراء عسكريون أن المواجهة ستكون طويلة، بعد فشل محاولات إغراء جيش هذه الجمهورية البوليفارية في الانتقال إلى جانب المعارضة. وما يدل على ذلك — بحسب بعض الأوساط المطلعة — حقيقة أن الزعيم الفعلي لفنزويلا ليس نيكولاس مادورو، وإنما سياسي أقوى، هو رئيس الجمعية الدستورية الوطنية ديوسدادو كابيلو. فهو الذي يملك قنوات تأثير حقيقية على القوات المسلحة وغيرها من الأجهزة الأمنية في الجمهورية البوليفارية، وبالتالي فلديه قوة حقيقية. ووفقا للخبراء، فإن ولاء مؤسسات القوة للسلطات الحاكمة يعوض عن تراجع شعبية الإدارة الفنزويلية الحالية بين الناس، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية الطويلة وتدني مستويات المعيشة وأزمة الطاقة الأخيرة.
الناتو يتحدى موسكو في أوكرانيا
حلف شمال الأطلسي يعلن وبكل وقاحة أنه سوف يضمن مرور السفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش، بصرف النظر عن موقف روسيا وحقوقها. حيث توعد البنتاغون بأن تتحرك سفن التحالف إلى البحر الأسود لضمان المرور الآمن للسفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش. وبطبيعة الحال أبدت موسكو ردة فعل سلبية على وعد الناتو هذا، فقد ذكّر الناطق الرئاسي بيسكوف بأن مرور سفن الناتو إلى بحر آزوف ممكن فقط بعد تقديم طلب بالخصوص إلى موسكو.
الحالة مع الوضع القانوني لمضيق كيرتش أعقد. فبعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم، باتت روسيا تسيطر على جانبي المضيق، وبالتالي، أصبحت مياهه داخلية مع ما ينظم ذلك من قوانين. ولكن من وجهة نظر كييف والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإن ساحل القرم لا يزال أوكرانيا.. ولهذا السبب بالذات تم اتخاذ اجراء استفزازي من قبل البحرية الأوكرانية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أصبح ذريعة لحزمة التدابير التي اتخذها حلف الناتو بعد ذلك.
الأميرال إيغور كاساتونوف القائد السابق لأسطول البحر الأسود أشار في هذا الصدد، باللوائح الناظمة للمرور المتزامن للسفن الحربية المنصوص عليه في اتفاقية مونترو وشروط إقامة سفن الدول الثالثة، والتي تم تحديدها هناك أيضا. في إشارة إلى إنه بغض النظر عن عدد السفن التي ستدخل سوف تغادر بعد 21 يوما.
بالإضافة إلى ذلك، فلا يمكن للأمريكيين وحلفائهم، حتى لو لم يعترفوا بوضع مضيق كيرتش القانوني كمياه إقليمية روسية داخلية، إلا أن يأخذوا في الاعتبار حقيقة أن هذه منطقة السيطرة والنفوذ لأسطول البحر الأسود الحربي.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم