وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، ذكرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعلن استراتيجية عامة بشأن إيران، تشمل ما إذا كان سيقر بعدم التزام طهران بالاتفاق الدولي، الذي يحد من أنشطة برنامجها النووي، في حين قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: "في حال اتخذت الولايات المتحدة أي قرار ضد الاتفاق النووي فرد إيران سيكون ساحقا".، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني يزعزع الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه لا يوجد هناك حتى الآن أي بديل لهذا الاتفاق.
قال مصدق مصدق بور مدير القسم السياسي والأخبار في إذاعة طهران:
كان دونالد ترامب يتهجم على إيران منذ حملته الانتخابية للحصول على أصوات اللوبي اليهودي، ويحظى بالدعم حتى يتمكن من الوصول إلى البيت الأبيض، لذا لم يكن أمامه سوى اتخاذ هذا الموقف ويعترض على الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستطيع الاعتراف بالاتفاق النووي لأن ذلك سيؤدي لأن يسحب اللوبي والجماعات المعارضة له الثقة به، ويخسر المقعد الرئاسي، طبعا وهناك سبب آخر يدفع بترامب للاعتراض على الاتفاق النووي، وهو أن جميع الخيارات الأمريكية في المنطقة قد فشلت، أي أن المشروع الأمريكي الصهيوني قد فشل بالكامل في هذه المنطقة أمام جبهة المقاومة وروسيا، إضافة إلى تفكك التحالف الأمريكي في هذه المنطقة، الشيء الذي نلحظه اليوم التغير في سياسة تركيا، وحتى المملكة العربية السعودية، وبالتالي يحاول ترامب أن يبقي على النفوذ الأمريكي، ويبحث عن الذرائع كي تتواجد الولايات المتحدة في المنطقة، وهو يرى أن تأجيج الوضع الأمني مع ايران بالدرجة الأولى والتصعيد ضد طهران، ربما سيمكنه من تحقيق أهدافه. نحن نعتبر الموقف الذي يتخذه ترامب من الاتفاق النووي أنه مدفوع الثمن سواء من قبل السعودية أو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا نعتقد أن سبل الخروج من هذا الاتفاق سهلة، لأن هذا الاتفاق كما نعلم هو اتفاق سداسي، وهناك قرار دولي يؤيد هذا الاتفاق، وستكون خطوة ترامب مجازفة، وسيكلف الأمريكيين ثمنا باهظا، وحتى أن هناك أصوات في داخل الولايات المتحدة الأمريكية تعارض هذه السياسية، كما أن أوروبا والصين وروسيا تعارض قرارات ترامب بالخروج من الاتفاق النووي.
فيما قال المحلل السياسي الروسي تيمور دويدار جول إمكانية اتخاذ الولايات المتحدة خطوات تصعيدية خطيرة بحق إيران: كل شيء متوقع من الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، ومن الصعب التوقع ما يمكن أن يفعله ترامب، فهو يتصرف كمراهق في السياسة، وهو ربما يقوم بتنفيذ أجندة مدفوعة الثمن.
وأضاف تيمور دويدار أن الدعم الأمريكي للإرهابيين في سوريا يفوق الخيال، لأن ترامب يريد زعزعة أمن واستقرار المنطقة من جديد، وإن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني موسكو لن تنسحب، كما أيضا لن تنسحب باقي الدول، وبذلك ستخسر الولايات المتحدة اقتصاديا كثيرا، فالدول الأوروبية متشوقة لبناء علاقات اقتصادية قوية مع إيران، وأيضا لا بد من القول أن الكونغرس مؤيد للدولة لإسرائيل ولكن هل سيؤيد الكونغرس خطة ترامب والانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة ضد إيران؟
ولدى ايران سيناريوهات معدة وموجودة على الطاولة للرد على أي تصرفات أمريكية معادية لايران، وأغلب السيناريوهات هي دبلوماسية، لأنه هناك دبلوماسية خصبة في المنطقة أمام ايران للرد على ترامب، وهناك اعتراض أوروبي على ترامب، وهذا ما لاحظناه من خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحول الرد الروسي على نشر الولايات المتحدة صواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية قال تيمور دويدار: الرد الروسي كان بنشر المزيد من الرؤوس النووية الروسية والصينية في المنطقة من أجل إعادة التوازن.
وكان الرئيس الايراني حسن هاجم، الولايات المتحدة، مؤكدا أن القرار الأمريكي المرتقب لن يحدث زلزالا داخل الشعب الإيراني في إشارة إلى إمكانية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وقال روحاني: إنه في حال انتهكت الولايات المتحدة المعاهدات الدولية فسيتضح حينها من هي الدولة المارقة.
وتابع أن الاتفاق النووي أثبت كذب الادعاءات الأمريكية ضد طهران ولذلك أمريكا غاضبة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تفِ بالتزاماتها مطلقا في الاتفاق النووي.
كذلك اتهم روحاني واشنطن بأنها زعزعت أمن أفغانستان لسبعة عشر عاما، وسلطت تنظيم داعش على الشعب العراقي وتدخلت في شؤون دول المنطقة لأجل بيع السلاح.
كذلك تطرق الرئيس الإيراني إلى تلويح واشنطن بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، قائلا إنه يتمتع بشعبية بين العراقيين لأنه أنقذ بغداد من داعش وهو محبوب بين الأكراد لأنه أنقذ أربيل.
وأشار روحاني إلى أن الحرس الثوري يتمتع بمحبة الشعب السوري لأنه دافع عن دمشق ويحبه اللبنانيون لأنه صان كرامة بلدهم واستقلاله إلى جانب الشعب اللبناني.
وأوضح روحاني، أنه يحق للولايات المتحدة أن تغضب من الحرس الثوري لأنه حارب داعش، بينما أرادت واشنطن أن يبقى التنظيم أداة بيدها ضد المنطقة لعشرين عاما.
وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني ردا على تلويح الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه سنة 2015، وكذلك ردا على تلويح واشنطن بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
إعداد وتقديم: نزار بوش