فما هي سيناريوهات الحرب القادمة ضد ايران وكوريا؟
حول تهديد الولايات المتحدة باستخدام القوة ضد كوريا الشمالية قال الدكتور رياض الصيداوي:
إذا ما شنت الولايات المتحدة حربا ضد كوريا الشمالية هذا يعني تدمير العالم، وأيضا الحرب ضد إيران في جبهة مفتوحة ستؤدي إلى دمار المنطقة، وربما يدفع ترامب ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى اشتباك عسكري مع ايران، ولكن الولايات المتحدة لن تدخل بشكل مباشر في هذه الحرب، وبذلك سنكون أمام سيناريو الحرب العراقية الايرانية في عهد صدام حسين والخيمني، أي أن الحرب ستستمر لسنوات وتستنزف كامل قدراتهم المالية لصالح الاحتكارات الصناعية الأمريكية والغربية لأنها تغذي الاقتصاد وتنقذ هذه البلدان من أزمة الرهن العقاري، وهذا السيناريو محتمل جدا، وهو دفع الأطراف الإقليمية إلى حرب إقليمية تأكل الأخضر واليابس في المنطقة،بينما تستفيد منها باريس ولندن وواشنطن ماليا.
ويضيف الصيداوي، أن محمد بن سلمان يمكن أن يتهور ويذهب نحو الحرب ضد ايران بعد أن تخلص من خصومه ومعارضيه في الداخل، ولكن ستكون حربا مدمر للسعودية ولايران بنفس الوقت،وهذه الحرب ستغذيها احتكارات صناعة الأسلحة والرأسمالية الدولية لأانها مربحة ماليا ولكنها ستعود بالدمار والبلاء على كل شعوب المنطقة.
يقول الدكتور رياض الصيداوي: اليوم الحديث عن حرب ضد كوريا الشمالية يدخل في إطار الفانتازيا السياسية والخيال، فكوريا الشمالية تمتلك القوة النووية وهي قوة ردع هائلة، والأكثر من ذلك فإن القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية ضخمة جدا بشكل لا تستطيع أي دولة أخرى أن تعتدي عليها عسكريا.
ولكن لغة ترامب لم تنفع مع كوريا الشمالية بل جاءت بنتيجة مع السعودية عندما خاطبها وقال يجب عليكم أن تدفعوا مقابل حمياتكم، وهو الذي قال أيضا إن السعودية بقرة حلوب، ومتى يجف حليبها سنذبحها، فكانت النتيجة أنه ربح 480 مليار دولار.
كما أكد الصيداوي أن المصالح الاقتصادية تعلو على القيم الإنسانية في الغرب، لذلك نجد أن الحكومات الغربية والولايات المتحدة لها علاقات مع قطر والسعودية حيث تخلو من أي نوع من الديمقراطية والحرية.
ومن يمتلك الامبراطوريات الإعلامية هي الديكتاتوريات الاستبدادية المطلقة وعلى رأسها طبع السعودية وقطر.
من كل ما تقدم نستنتج أن الولايات المتحدة لا تفهم لغة السلام والصداقة بين الشعوب، بل تتعامل بمنطق القوة والتهديد والوعيد والتسلط والهيمنة على الدول.
بينما روسيا وعلى لسان نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، أكدت بأن روسيا لم تدعم سابقا قط مقاطعة بيونغ يانغ، مشيرا إلى وجود بديل عن أسلوب المقاطعة.
وفي تعليقه على دعوة ترامب لروسيا والصين إلى تقليص العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع كوريا الشمالية، قال الدبلوماسي الروسي: "لم ندعم سابقا أفكار المقاطعة الكاملة لكوريا الشمالية وأية دولة أخرى على حد سواء. نرى أن من الضروري حل القضية القائمة حول مخالفة بيونغ يانغ لسلسلة من القرارات الدولية وأعمالها الاستفزازية السابقة، بطرق أخرى تماما".
وقال: "الضغط والعقوبات، لا سيما المقاطعة، ليست أساليب من ترسانتنا".
وأشار ريابكوف إلى أن سعي الولايات المتحدة لاستخدام العقوبات لحل كل القضايا القائمة، يثير قلقا في موسكو، مشددا في الوقت ذاته على أن روسيا ستواصل الإصرار على ضرورة التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا الصين وروسيا أثناء خطاب أدلى به أمام الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، إلى تقليص اتصالاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع كوريا الشمالية.
لافروف: لا بديل عن الحل السياسي لأزمة كوريا الشمالية
وفي نفس السياق قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو على يقين بأن تبادل الاتهامات والشتائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا جدوى منه، مؤكدا أنه لا بديل عن الحل السياسي.
وويذكرني قول أحد العلماء النوويين الروس: "لا يردع الشر سوى الشر، فلولا القنبلة الهيدروجينية السوفيتية الأقوى في العالم لكانت الولايات المتحدة وجهت ضربة نووية إلى الاتحاد السوفييتي".
إعداد وتقديم: نزار بوش