بعد أن حرر الجيش السوري ريف دمشق وأصبحت العاصمة آمنة من قذائف التنظيمات الإرهابية، بدأت وحدات من الجيش السوري بالتحضير للتوجه إلى جنوب سوريا لاستكمال تحرير الأرض من التنظيمات الإرهابية، وعلى ما يبدو اتخذ القرار على أعلى المستويات لدى القيادات العسكرية والسياسية السورية والروسية لخوض المعركة، إن كانت عبر التسويات والمصالحات أو عبر عملية عسكرية، يعيد الجيش السوري من خلالها المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون جنوبي سوريا إلى كنف الدولة السورية ومؤسساتها الدستورية، رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم الجماعات المسلحة الإرهابية في كثير من المناطق التي تتواجد فيها.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال: نرى أن العسكريين السوريين يجب أن يقفوا على الحدود الجنوبية.
وأن اللقاء الثلاثي المزمع عقده بين روسيا الولايات المتحدة والأردن في عمان، سيبحث وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.
فيما قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف:
إن الموقف الروسي مبدئي، وهو أنه لا يمكن أن يكون على الجغرافية السورية منطقة غير خاضعة لسيطرة السلطات السورية، أن هناك نقطة مهمة أشار إليها اجتماع أستانا وهي أن مناطق خفض التصعيد هي مرحلة مؤقنة، وكل المناطق بما فيها الجنوب السوري يجب أن تعود إلى سيطرة الدولة السورية.
وأضاف أونتيكوف، أن ما يقلق الولايات المتحدة في الجنوب السوري هو أمن إسرائيل، وهي تسعى للحفاظ عليه، لذلك تسعى الولايات المتحدة لأن لا تكون قوات على الحدود مع إسرائيل، لكن روسيا تصر على أن تنتشر القوات السورية في جنوب سوريا وعلى الحدود مع اسرائيل.
ويتابع اللواء محمد عباس قائلا: هناك في جنوب سوريا، الكثيرون يريدون إلقاء السلاح ويرغبون بالمصالحة الوطنية ودخول الجيش السوري إلى هذه المنطقة، وحتى أن كثيرا من الفصائل التي حملت السلاح جاهزة للتخلي عن سلاحها، لكن الاسرائيلي والأمريكي يعتقد أنه يمكن أن ينشىء توترا ما ويحاول التشويش على هذه المصالحات ويعرقلها ويعاكس نجاحها.
ويقول اللواء محمد عباس إن الجماعات الإرهابية في جنوب سوريا هي حيوش أمريكية بديلة تنفذ الأوامر، وتقبض الأموال وليست أكثر من مرتزقة، ولا يسمح لها باتخاذ قرار ولا حتى بالتفكير، فلذلك لا يوجد لديهم أوراق كثيرة يمكن أن يفاوضوا عليها، لذلك سيفشلون، فهم لا يستطيعون التفكير بشكل سليم.
ويضيف اللواء محمد عباس قائلا عن نهاية معركة الجنوب السوري:
أعتقد ان هذه المعركة سوف تبدأ بمصالحات وطنية واسعة وبأعمال قتالية محدودة، وأن الدولة السورية ستكون حاضنة لمن يلقي السلاح ويعود إلى حضن الوطن وهذا مسار إيجابي تسعى إليه الدولة السورية، ولكن ستكون هناك مجموعات أخرى ترفض الانصياع لصوت العقل، وسوف تحاول عرقلة هذه المصالحات، لذلك الدولة السورية لن تتردد في التصدي لهذه الجماعات، وما هذه القوات التي يحشدها الجيش السوري إلا من أجل استخدامها في ضرب أهداف محددة ونوعية، مثل مقرات قيادة ترتبط بها العناصر الإرهابية من داعش وجبهة النصرة التي ترفض المصالحات، وكما نرى أن المجموعات الإرهابية في الجنوب السوري أعادت تشكيل قيادة موحدة لكي تعرقل من يريد رمي السلاح والانضمام إلى المصالحة الوطنية، وهذه هي السيناريوهات المحتملة للصراع القادم في الجنوب السوري.
إعداد وتقديم نزار بوش