بدأت الولايات المتحدة تهدد وتتوعد الجيش السوري في حال نفذ عملية عسكرية محتملة ضد "جبهة النصرة" الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها في إدلب شمالي سوريا، بينما لا زالت القوات الأمريكية تحتل الرقة والتنف بعد أن حرر الجيش السوري حسب تقرير وزارة الدفاع الروسية أكثر من 95% من الأراضي السورية التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية.
ولما ذا كل هذا القلق الغربي على مصير إدلب حين أعلن الجيش السوري تحريرها من "جبهة النصرة" الإرهابية، كلذلك يدل على أن الغرب غير معني بمحاربة الإرهاب، بل يدعم الجماعات الإرهابية لاستمرار الحرب في سوريا.
وتابع كمال جفا: تريد تركيا أن تنهي الوضع الشاذ في إدلب بالتعاون مع روسيا وإيران، والمرحلة الأولى هي المنطقة الجنوبية من مدينة إدلب، والعمل على مبدأ خطوة، خطوة، والعمل بمسار إنساني ومسار عسكري، ولا مفر من عملية لإنهاء الفصائل الإرهابية وفي المرحلة الأولى ستشمل العملية المنطقة الممتدة من جنوب مدينة حلب وحتى شمال حماه طولها 93 كيلومترا، وهذه المنطقة استراتيجية يقع عليها الطريق الدولي دمشق حلب، ومن ثم ستكون هناك عملية روسية سورية للقضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها فصائل الحزب التركستاني والتي تطلق الدرونات، وركيا قد تغيرت إلى جهة لملة وإنهاء الجرح السوري.
وتابع خليل هملوا: أهل الرقة ينتظرون الجيش السوري إلى المدينة، لعودة المؤسسات الحكومية الخدمية إلى العمل، وقوات سوريا الديمقراطية ليست قادرة على إدارة المدينة بشكل كامل، وقد حصلت مواجهات عديدة بين أهالي الرقة و"قوات سوريا الديمقراطية"،فمثلا عنفات سد الفرات لا تعمل ويحتاج إلى خبراء وأجهزة صيانة ولا أحد يملك ذلك سوى الدولة السورية التي يمكن لها أن تستعين بروسيا التي ساهمت ببناء هذا السد بشكل أساسي، وأكثر من ذلك فإن كل مناحي الحياة معطلة في المدينة وينقصها الكثير في مجال الصحة والتعليم وتعاني منذ سبع سنوات من غياب المدارس والمراكز الصحية، والمحتل الأمريكي لا ينظر إلى هذه القضايا بأي اهتمام، بالنسبة له الرقة خزان نفطي وورقة للضغط من أجل تحقيق أهدف سياسية.
ويضيف خليل هملو: "سوريا الديمقراطية" والمجالس المحلية ستكون مجبرة على التفاوض مع الحكومة السورية في دمشق بعد خروج القوات الأمريكية، وبالتالي ستعود الرقة إلى كنف الدولة السورية، فأهل الرقة يعولون على الدولة السورية ويستنجدون بالجيش السوري السوري لتحرير مدينتهم من التحالف الأمريكي.
كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال: إن كل القوات الأجنبية الموجودة في سوريا من دون إذن دمشق عليها أن تغادر، وهنا نسأل كيف ستغادر الولايات المتحدة وهي الموجودة في الرقة والتنف ولديها قوات وفصائل مسلحة مثل قسد وبقايا داعش تحت مسميات أخرى بدون مقاومة شعبية؟
منذ بدء الحرب على سوريا لم نسمع أن الغرب قلق على منطقة دخلتها المجموعات الإرهابية، بينما يبدأ بالقلق والتهديد والوعيد إذا دخل الجيش السوري منطقة ما وحررها من قاطعي الرؤوس وآكلي القلوب واليوم تصرح كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها قلقة على مصير إدلب السورية ويحذرون من استخدام الكيميائي، لكن هذه الدول لم تر كيف تمارس المجموعات الإرهابية أبشع الجرائم بحق المدنيين في مدينة إدلب وريفها، ولم تقلق هذه الدول على ما حصل بمدينة الرقة التي دمرها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وهجر سكانها بحجة محاربة "داعش" الذي تم تهريب عناصره من إلى مناطق أخرى ليقاتل الجيش السوري، نعم هذا هو النفاق الأمريكي الغربي وازدواجية المعايير.
إعداد وتقديم نزار بوش