تحتل إسرائيل منذ يونيو 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، وأعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وكانت تركيا لعبت دور الوسيط في عام 2008 بين سوريا وإسرائيل في محادثات السلام التي تضمنت شرط عودة الجولان إلى سوريا الأم، لكن إسرائيل خرجت من المحادثات مما أدى إلى فشلها.
وبعد أن حرر الجيش السوري بدعم روسي، منطقة الجولان من الناحية السورية من سيطرة جبهة النصرة الإرهابية، بدأت دوريات الشرطة العسكرية الروسية تحرس المنطقة التي كانت بيد القوات الأممية الأندوف، وعاد الأمن إلى هذه المنطقة وبدأ السكان بالعودة إليها، تفرض إسرائيل على سكان الجولان السوري المحتل إجراء انتخابات بطريقتها، ضاربة بعرض الحائط بكل القرارات الدولية التي تقر بأن الجولان هو أرض سورية.
ونحن نعلم أن الجيش السوري استعاد بدعم من القوات الروسية مؤخرا جميع النقاط على الجانب السوري من منطقة فك الاشتباك في الجولان المحتل، ومن المتوقع بدء ترميم وإعادة وتأهيل مواقع القوة الدولية هناك مطلع العام المقبل.
فهل تستطيع روسيا لعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل فيما يخص الجولان المحتل؟ وماذا يحصل الآن في الجولان؟
فشل إسرائيل بتهويد الجولان المحتل
ما هو مدى نجاح إسرائيل بتهويد الجولان المحتل، وماذا يحصل في الجولان؟
تؤكد كل الوقائع والمخططات الإسرائيلية بتهويد الجولان، بما في ذلك قرار الضم لعام 1981 من قبل حكومة مناحين بيغن، كل هذه الإجراءات حكم عليها بالفشل، ولا يمكن أن تغير من حقيقة تابعية الجولان للدولة السورية، كما أن مجلس الأمن أصدر قرار 497 ألغى بموجبه قرار الضم الاسرائيلي.
وتابع غسان محمد: أما بالنسبة لانتخابات البلدية المحلية في الجولان المحتل، فقد اعترفت إسرائيل بفشلها قبل أن تبدأ، حيث انسحب جميع المرشحين من هذه الانتخابات، فالموقف الوطني الذي اتخذه المواطنون السوريون في الجولان بمقاطعة الانتخابات وخروجهم بالمظاهرات والاعتصامات، أفشلت الخطة الإسرائيلية، وكانت رسائل إلى سلطات الاحتلال أنه لا شي يمكن أن يفصلهم عن الأم سوريا وهويتهم السورية، وأضاف غسان محمد: لسنا قلقين في سوريا من كل الإجراءات الإسرائيلية، لأننا متيقنون بأن الجولان سيعود إلى سوريا، لأن سوريا لا يمكن أن تتنازل ولا بأي شكل من الأشكال، أو تساوم أو تقايض على حقها المشروع في استعادة الجولان كاملا إلى سوريا، وحتى حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
نذكر أنه لأول مرة قررت الداخلية الإسرائيلية إجراء الانتخابات في القرى الأربع بهضبة الجولان وهي بقعاثا وعين قنيا ومسعدة ومجدل شمس، لكن المرشحين في بقعاثا ومسعدة انسحبوا من الانتخابات، بسبب تهديدات بمقاطعتهم ممن يعارضون إجراءها، مما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء الانتخابات في البلدتين.
إمكانية أن تلعب روسيا دور الوسيط
وعن إمكانية أن تلعب روسيا دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل فيما يخص عودة الجولان المحتل إلى الأم سوريا؟
يقول الصحفي والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف:
لا شك أن روسيا يمكن أن تلعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، لكن قبل كل شيء يجب إعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل عام 2011 في سوريا، فنحن بحاجة إلى إعادة الاستقرار في هذه المنطقة، لذلك تم نشر الشرطة العسكرية الروسية في الجولان، لذلك لا يمكن أن نجد حلا لإعادة الجولان المحتل إلى سوريا قبل نهاية الأزمة السورية.
لا بد من التذكير أن مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء السوري مدحت صالح كشف، أن روسيا "تبذل حاليا جهودها" لإعادة إطلاق المفاوضات حول الجولان السوري المحتل وعودته لأصحابه.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن صالح قوله: "لا أعتقد أن يكون في المدى المنظور استئناف للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي لاستعادة الجولان المحتل، لكن الأصدقاء الروس يعملون على هذا الأمر".
وأضاف: "يجب على روسيا كدولة عظمى أن تضغط على إسرائيل لإعادة الجولان المحتل كاملا إلى الوطن الأم سوريا، وهذا ما نتمناه من الأصدقاء الروس لكونهم دولة عظمى ولهم علاقات مع إسرائيل".
من جهته قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية غسان محمد: يمكن لروسيا أن تلعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، لكن السؤال، هل تقبل إسرائيل بقيام روسيا بدور الوسيط الفاعل والمؤثر بين سوريا وإسرائيل فيما يخص الجولان.
منذ أن احتلت إسرائيل هضبة الجولان عام 1967 عملت جاهدة على ضمها، وإقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بها أرضا إسرائيلية، لكن دون جدوى.
وتعتبر الهضبة حسب القانون الدولي أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل منها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق إن وضع هضبة الجولان المحتلة محدد بدقة في قرارات مجلس الأمن الدولي، وأكد أن أي تجاوز يهدف إلى تغيير هذا الوضع يعتبر انتهاكا للقرارات الدولية.
وجاءت أقوال لافروف تعقيبا على ما صرح به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
فيما دعا لافروف إسرائيل إلى التقيّد بقرارات الأمم المتحدة، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو بوضع الجولان.
إعداد وتقديم نزار بوش