وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بنقل السفارة الأمريكية سابقا من تل أبيب إلى القدس، في تحد متعمد للمجتمع الدولي وإسقاط قرارات الشرعية الدولية واحدا تلو الآخر وعبر منبر تويتر.
فما الذي أراده ترامب من خلال قراره الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، ولماذا في هذا التوقيت تحديدا؟
يقول عضو مجلس الشعب السوري خالد خزعل: "إن القرارات الدولية تقول أن الجولان المحتل يجب أن يعود إلى سيادة الجمهورية العربية السورية، والقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل، ما هو إلا هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حيث أن لديه انتخابات يوم التاسع من أبريل/ نيسان، وهذا القرار هو خطوة دعائية له، وأيضا هذا القرار هو دعاية انتخابية للرئيس الأمريكي ترامب الذي سيدخل في انتخابات هذا العام".
وأضاف خالد خزعل: "هناك غليان في الشارع السوري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وهناك تضامن من جميع أنحاء العالم مع الجولان السوري، باستثناء الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب".
فيما يقول الصحفي الروسي أندريه أونتيكوف: "من المعروف أن الرئيس الأمريكي وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، نتيجة الدعم الواسع من قبل المسيحيين البروتاستانت داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن مصلحته تقوية شعبيته بين هؤلاء المسيحيين البروتستانت الذين يعتقدون أن لدى اليهود موقف خاص، وهم يدعمون كل الخطوات بخصوص الجولان وأيضا بخصوص القدس، لذلك هناك أسباب داخلية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا ليس سرا أن إسرائيل نفسها تقترب من الانتخابات البرلمانية، ورئيس الوزراء نتنياهو هو في موقف صعب للغاية، وهناك اتهامات تجاه نتنياهو بأنه متورط في الفساد، وكل استطلاعات الرأي تقول، إنه من المحتمل سيخسر هذه الانتخابات، بينما منافسه يهدد بتسليمه إلى المحكمة، لذلك هذه الخطوة تدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي".
كما أضاف أندريه أونتيكوف: "هناك تصريح مهم جدا لجون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي والذي قال أن الاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، هذه خطوة من أجل دعم إسرائيل وبعد ذلك من أجل مواجهة سوريا وإيران".
فيما تحدث عضو مجلس الشعب السوري خالد خزعل: سورية تحترم قوانين مجلس الأمن والشرعية الدولية ولن تكون دولة مارقة ولن تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وأول الخطوات ستلجأ إليها هي التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، ومن ثم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن القيادة السورية تدرس كل الاحتمالات لاستعادة الجولان المحتل، ولن يمر قرار ترامب بخصوص الجولان كما مرر قراره في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وستكون هناك مقاومة شعبية لهذا القرار وسيكون الجولان وسط سورية وفلسطين جنوبها، وبالنسبة للقرارات الأمريكين كانت تمر في السابق لهيمنتها على العالم لوجود قطب واحد لكن بعد تعاظم الدور الروسي وتدخله في الأزمة السورية ومساعدتها في دحر الإرهاب وكذلك موقف روسيا مع قضية فنزويلا وهذا ينطبق على موقف الصين وكذلك مجموعة البريكس لهذا لم يعد العالم أحادي القطب مما يلجم الدور الأمريكي في العالم ويعيد الأمم المتحدة إلى دورها المقر في ميثاقها.
إعداد وتقديم: نزار بوش