وأكدت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الناتو بايلي هاتشيسون بمؤتمر صحفي في واشنطن، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف يعتزمون إقرار حزمة من الإجراءات الهادفة لتعزيز عمليات الاستطلاع، ولاسيما الجوية، وإرسال عدد كبير من السفن الحربية إلى البحر الأسود من أجل ضمان المرور الآمن للسفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش وبحر آزوف.
حول التصريحات الخطيرة للمندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الناتو بايلي هاتشيسون يقول الدبلومسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف:
"أنا أعتبر أن هذه التصريحات لمندوبة الولايات المتحدة في حلف الناتو، ليست مقلقة، بل هي مضحكة، فالناتو لديه ست بوارج في البحر الأسود، ولا يستطيع استخدام القوة في بحر آزوف لتمرير السفن، وما صرحت به المندوبة الأمريكية بايلي هاتشيسون لدى الناتو، ما هي إلا حملة إعلامية قبل بدء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في أوكرانيا، فهي من أجل دعم بيوتر بورويشنكو، لأن الولايات المتحدة والدول الغربية تبذل جهودا كبيرة لرفع معنويات أنصار بوروشينكو في أوكرانيا، أي أنهم يريدون أن يحققوا أهدافا سياسية فقط، ولا يوجد أي خطر يمكن أن يهدد روسيا في البحر الأسود، لكن اللجوء إلى هذه الأساليب التي تلجأ إليها الولايات المتحدة كالعادة، وهذه ليست المرة الأولى، هذه التصريحات هي استفزازية لا أكثر وغير مسؤولة وغير مقبولة من وجهة النظر الدبلوماسية في العالم، وهذه الأساليب الأمريكية من القرون الوسطى".
من جهته يقول يوري شفيتكين نائب رئيس لجنة الدوما للدفاع حول نية الناتو تنفيذ عمل استفزازي في مضيق كيرتش الروسي:
وأضاف شفيتكين: "أعتبر أنه من غير المرجح أن يتفوق منطق العقل السليم للأغلبية الساحقة لممثلي دول الناتو الذين يتصرفون بشكل مخالف لجميع القواعد الدولية، رغم ذلك آمل أن يعودوا إلى رشدهم ولا يذهبوا إلى تنفيذ أنواع مختلفة من الاستفزازات، لأن ذلك انتهاك واضح للقوانين الدولية".
وتابع شفيتكين قائلا: "نحن لدينا رأي مختلف عن الناتو في فهم الحفاظ على الأمن، لأننا ننطلق من قواعد القانون الدولي، بينما هم يتصرفون اليوم بشكل مخالف لجميع القوانين الدولية للأسف ولا يتصرفون سوى حسب القواعد التي تتطابق مع وجهة نظرهم فقط، لدينا اليوم قواعد معينة لضمان أمننا، لكن عندما تكون إجراءات الناتو استفززية بطبيعتها، بما في ذلك انتهاك الحدود الدولية لبلدنا، عندها ستكون هناك بالطبع إجراءات انتقامية ضد البلدان التي سترافق هذه السفينة أو تلك في مضيق كيرتش، وإذا لزم الأمر فإن روسيا يمكن أن تغلق المضيق".
وعن سؤال فيما إذا كانت جميع دول حلف الناتو موافقة على تصريحات مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية العدائية ضد روسيا، وهل يمكن أن تنفذ هذه الدول عملا استفزازيا في البحر الأسود والاقتراب من المياه الإقليمية الروسية؟
يقول طارق عجيب، الإعلامي والكاتب السياسي ورئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز":
"من الطبيعي أنه لا يوجد توافق ولا رضى عن هكذا تصريحات لمندوبة الولايات المتحدة، هي تصريحات عدائية واستفزازية، ولا توجد مبررات لهكذا تصريحات، فلا توجد تهديدات للسفن الأوكرانية التي تمر من خلال مضيق "كيرتش"، ولا شك أن هكذا تصريح هو من أجل أي يقدم دعما لمرشح الدول الغربية وأميريكا، بيترو بوروشينكو".
وتابع طارق عجيب: "هناك دول أوروبية تسعى للتعامل مع روسيا بشكل دبلوماسي وسلمي، لأنها تعرف أن سياسة العداء ضد روسيا، لها تبعات كبيرة وكثيرة على أوروبا من الناحية العسكرية والأمنية، لذلك لا يوجد توافق بين الأوروبيين على ما تصريحات مندوبة الولايات المتحدة في الناتو، لكن الأمريكي دائما يتعامل بعنجهية سياسية وأخلاقية واقتصادي في القضايا التي تهم الولايات المتحدة غير المعنية بمصالح شركائها، حتى أنها لا تقبل بمنطق الشراكة بل تتعامل بمنطق التبعية، لذلك هذا يجعلها تطلق كثيرا من التصريحات التي تستفز الشركاء والأعداء على حد سواء".
وردا على سؤال عن إمكانية دخول سفن الناتو مياه بحر آزوف أصلا، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "إن هناك أنظمة وترتيبات دولية ووطنية تضبط قواعد وجود السفن الحربية في تلك المياه، ولا بد من التقيد بها، وبالتالي سيتم البت في هذا الموضوع بعد تلقي الطلبات ذات الشأن"، أي طلبات عبور المضيق".
وتعليقا على هذه مخططات الناتو في البحر الأسود، قال القائد السابق للأسطول الشمالي الروسي الأميرال فيتشيسلاف بوبوف لوكالة نوفوستي: "إنها لا تستوجب ردا روسيا محددا، لكن موسكو ستواصل بحزم إحباط أي محاولات لعبور مضيق كيرتش بشكل مخالف للقانون، في إشارة إلى قيام خفر السواحل الروسي في نوفمبر الماضي باحتجاز 3 سفن حربية أوكرانية حاولت عبور المضيق بصورة استفزازية ضاربة عرض الحائط بالترتيبات الأمنية المرعية والمتفق عليها."
إعداد وتقديم: نزار بوش