ومن جديد يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا جديدا خارج قوانين الأمم المتحدة، ويدرج الحرس الثوري الإيراني على قائمة "المنظمات الإرهابية" لدى الولايات المتحدة في سابقة هي الأولى لتصنيف واشنطن قوة حكومية أجنبية إرهابية.
فهل يعتبر قرار ترامب بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة "المنظمات الإرهابية" إعلان حرب؟
يقول المحلل السياسي الإيراني محمد غروي: إن البعض في إيران صنف هذا القرار بأنه قرار حرب، والبعض كتب في الصحافة الإيرانية أن الرصاصة الأولى قد أطلقت، أي أن ترامب يريد إشعال أي حرب مع إيران، لكي تفرض هذه الحرب على إيران، بعد أن فرضت الحرب الاقتصادية عليها، وبطبيعة الحال تكون إيران قد خسرت في السنتين المنصرمتين الكثير من رصيدها الاقتصادي في الداخل الإيراني، وتأتي هذه الخطوة لبداية حرب جديدة من نوعها، والبعض قال، إنها بداية حرب بالأصالة.
وأضاف غروي: "البعض من الإيرانيين قال إن خطوة ترامب لا تمثل أي شيء ولا أي ضربة عسكرية، إنما هذه خطوة انتخابية، سواء في الانتخابات الأمريكية أو في الانتخابات الإسرائيلية، في فلسطين المحتلة، أو أن خطوة ترامب هذه تأتي ضمن الحرب النفسية على إيران، ولا ننسى أن هناك أكثر من 700 شخصية من الحرس الثوري الإيراني، هم على لائجة الإرهاب الأمريكي قبل قرار ترامب، وأيضا هناك أكثر من مئتي مؤسسى اقتصادية تعمل مع الحرس الثوري، مدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية، لذلك هذا القرار الأمريكي الجديد لا يمثل أي جديد".
ما سبب اتخاذ ترامب لهذا القرار الاستفزازي كغيره من القرارات السابقة هل ترامب يبحث عن حروب، وماذا سيكون موقف الاتحاد الأوروبي من هذا القرار؟
يقول الإعلامي أكثم سليمان: "الآن، ترامب يتحدث لغة صريحة ومباشرة ويعبر تماما عن مكنونات السياسة الأمريكية، ولا يأتي بجديد، والأوروبيون محرجون الآن، لأن وضع الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب الأمريكية، يفرض عليهم تبعات قانونية، وهم كان قد التزموا بها حتى قبل قرار ترامب، حيث أنهم منعوا شركة طائرات إيرانية من الهبوط في مطارات أوروبية، وادعوا أنها تدعم الحرس الثوري، فالأوروبيون سائرون في الخطى الأمريكية، لكنهم يختلفون مع ترامب على التكتيكات".
وكان قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني حذر القوات البحرية الأمريكية في مياه الخليج من الاقتراب من الزوارق السريعة التابعة لقواته.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني محسن رضائي إنه ينبغي على السفن الحربية الأمريكية البقاء على مسافة من زوارق الحرس السريعة في مياه الخليج.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن محسن رضائي القائد البارز بالحرس قوله في تغريدة نشرها على "تويتر": "يا سيد ترامب قل لسفنك الحربية ألا تمر قرب زوارق الحرس الثوري".
ماذا نفهم من هذا التحذير الشديد اللهجة، هل ستتجرأ القوات الأمريكية من الاصطدام بالحرس الثوري الإيراني؟
يقول المحلل السياسي الإيراني محمد غروي: كيف سيتصرف الأمريكيون في مياه الخليج، من بعد التحذير الإيراني، حيث أن منطقة التماس مع المياه الدولية في الخليج الفارسي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، وربما لا يعرف الكثيرون أنه على كل الزوارق أو الطائرات التي تمر في هذه المناطق، عليها تنسق مع القوة المسيطرة على تلك المنطقة، أي أنها يجب أن تنسق مع الحرس الثوري الذي أجبر البارجة الأمريكية بالتنسيق معه وباللغة الفارسية تحديدا منذ مدة".
ويتابع غروي: واليوم حين أصبح الطرفين إرهابيين بالنسبة لبعضهما البعض فكيف سيتم التنسيق، إذا مرت هذه البوارج من مياه الخليج، لذلك الأرضية أصبحت مهياة لأي احتكاك بين القوات الإيرانية الموجودة في هذه المنطقة والقوات الأمريكية التي تمر بكثافة من تلك المناطق، لذلك فإن الإيراني قال إن قرار ترامب هو جنوني، لأن هناك احتكاكات يومية بين الجنود الأمريكيين وغيرهم، وجادثة احتجاز قوات المارينز في المياه الإقليمية الإيرانية خير دليل على أن هذه القوات على تماس مباشر فيما بينها يوميا، ولو أرادت إيران افتعال الأزمات فالأرضية مهيأة، وترامب يتحمل مسؤولية هذه الأزمات التي افتعلها من خلال هذا القرار المجنون الذي أصدره، وأي احتكاك بين الجنود الأمريكيين والإيرانيين سيتدحرج ويؤدي إلى اشتعال حرب كبيرة في المنطقة، يتحمل مسؤوليتها ترامب تحديدا ليس إلا".
إعداد وتقديم: نزار بوش