قبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، لم نكن نسمع عن أي حوادث استهداف لبواخر نقل النفط أو اختفائها في مضيق هرمز وفي مياه الخليج بشكل عام، وكأن المنطقة أصبحت كمثلث برمودا، تختفي وتستهدف فيها البواخر دون أن تراها الاقمار الاصطناعية الأمريكية ولا أساطيل البحرية الأمريكية، إذا من وراء كل هذه الحوادث، وما هدفها؟
وحذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن النهج الأمريكي في الخليج يمكن أن يؤدي إلى وقوع كارثة في المنطقة، معتبرا أن شرارة واحدة فقط ستكون كافية لاشتعال الوضع.
يقول الدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف:
"خلال أربعين سنة من الضغوط الأمريكية لم تركع إيران، بل قاومت كل العقوبات الأمريكية بكل أشكالها، وكانت الولايات المتحدة تشجع دولا من المنطقة ومن العالم على عداء إيران، واليوم هناك موجة جديدة من التحريض على إيران، بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي 5+1 مع إيران. وكل التهديدات الأمريكية لها طابع تجاري، والقيادة الإيرانية الذكية تمتص كل التهديدات الاستفزازات الأمريكية، كما أن لدى إيران سياسة أكثر عقلانية من السياسات الأمريكية والأوروبية، لذلك لن تكون هناك حرب ضد إيران".
وأضاف ماتوزوف: "الإدارة الأمريكية توجهت أكثر من مرة إلى القيادة الإيرانية من أجل بدء مفاوضات وحوار معها، وهذا دليل على أن الولايات المتحدة لن تشن حربا على إيران هذه الدولة الإقليمية الضخمة".
بينما يقول المحلل السياسي حسن هاني زاده عن خيارات إيران في مواجهة الضغوطات الأمريكية:
"لدى إيران سياسة معينة لا ترضخ للإدارة الأمريكية الحالية، باعتبار أن قرارات إيران تنطلق من مصلحتها الإقليمية والدولية والداخلية، ومنذ أربعة عقود وحتى الآن، الحكومات المتتالية في الولايات المتحدة استخدمت كل أساليب الضغط، من التهديد العسكري والعقوبات ومنع تصدير النفط الإيراني، لكن إيران لن ولم ترضخ لإرادة البيت الأبيض، كما أن لدى إيران خيارات وبدائل تستطيع مواجهة أي احتمالات حتى احتمال المواجهة العسكرية والذي يبدو بعيدا، بسبب الظروف الراهنة في المنطقة، لكن إيران مستعدة لأي احتمال، والإدارة الأمريكية تريد استخدام إيران كورقة رابحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، وخاصة أن كل الأوراق التي كانت لدى الرئيس الأمريكي قد سقطت بمرور الزمن، منها موضوع المفاوضات مع كوريا الشمالية وموضوع صفقة القرن، لكن إيران تدرك بأنها لن تكون ورقة رابحة في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
يمكن الاستماع للحلقة كاملة في الملف الصوتي
إعداد وتقديم نزار بوش