فخلال أيام معدودة استطاع الجيش السوري تحرير عدد من القرى والمدن في ريفي إدلب وحماه ونذكر منها بلدة تل الملح والجبين، وكان منذ عدة أسابيع قد حرر كفرنبودة الاستراتيجية وقصابين وقلعة المضيق وغيرها، كل ذلك بدعم جوي من الطيران الروسي والسوري، مع صمت تركي على تقدم الجيش السوري السريع.
فيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الدول الغربية في مجلس الأمن تحاول الحفاظ على بؤرة الإرهاب في إدلب.
وأشار نيبينزيا في كلمة ألقاها في جلسة لمجلس الأمن الدولي إلى أن الحفاظ على بؤرة الإرهاب في إدلب يمثل هدفا أساسيا تحاول دول الغرب تحقيقه لافتا إلى أن الشيء نفسه حدث كل مرة عندما اقتربت أية بؤرة إرهابية جديدة من نهايتها في سوريا.
حول المعارك التي تدور بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية في ريف حماه، يقول مراسل "سبوتنيك" باسل شرتوح:
"بعد أن سيطر الجيش السوري على محوري تل ملح والجبين، يواصل الجيش السوري تحت غطاء جوي مكثف تقدمه باتجاه محور مثلث الموت الذي يضم بلدة اللطامنة - وكفر زيتا- الزكاة، وسط اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية المسلحة، وقد تمكنت قوات الجيش السوري من تحقيق تقدم واضح عبر هذا المحور من خلال السيطرة على مزارع أبو رعيدة ووادي حسمين، وبات الجيش السوري على بعد بضع كيلومترات للسيطرة على بلدة الزكاة التي تعتبر المعقل الرئيسي لإرهابيي "جيش العزة" المتمركزين في مثلث، اللطامنة-كفر زيتا-الزكاة، إذ أن بلدة الزكاة هي مصدر القذائف الرئيسي والذي يستهدف مدينة محردة وباقي مدن ريف حماه الشمالي، ونذكر أن قوات الجيش السوري لم تدخل هذه المنطقة منذ عام 2013، وهذا يعني أنه اليوم هناك إنجاز استراتيجي جديد لقوات الجيش السوري، بعد إعادة فتح طريق محردة الصقيلبية، كما أن الجيش السوري يتقدم في عمق سيطرة المجموعات الإرهابية، وهذا الأمر تم بعد كسر خطوط الدفاع الأولى للمجموعات المسلحة الإرهابية، بواسطة الكثافة النارية من قبل سلاحي المدفعية والصواريخ في الجيش السوري، إضافة إلى الدعم من الطيران الحربي الذي قطع خطوط الإمداد للمجموعات الإرهابية القادمة من ريف إدلب، وهذا ما سهل عملية تقدم الجيش السوري باتجاه محور بلدة الزكاة، وتم القضاء على أكثر من أربعين مسلح، معظمهم من الجنسيات الأجنبية، وقوات الجيش السوري مستمرة بتقدمها باتجاه عمق مناطق سيطرة الإرهابيين بريف حماه الشمالي".
فيما تحدث المحلل السياسي كمال جفا ل"سبوتنيك" حول أسباب الصمت التركي على تقدم الجيش السوري في معركته ضد الجماعات الإرهابية قائلا: "ما يجري اليوم في ريف حماه ليس بعيدا عن التنسيق التركي الروسي، إذ عملت روسيا منذ بداية الأزمة على إيجاد نقاط مشتركة للعمليات العسكرية في ريف حماه الشمالي، وحاولت بشتى الوسائل ضمن ملف سياسي معقد وكبير جدا ألا تغضب بأي شكل من الأشكال تركيا، ترافق مع مع التقدم الكبير الذي حصل في العلاقات الروسية التركية، وجاء ذلك بعد تركيب منظومة "إس - 400"، ويبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة اليوم في التنسيق المشترك ما بين الجيشين، ولن يكون هناك أي صدام مباشر بين تركيا وروسيا ولا حتى بين الجيش السوري وتركيا، لأن الملف السوري يرتبط بملفات إقليمية كبيرة ومعقدة في المنطقة، ومنها فشل المفاوضات الأمريكية التركية فيما يتعلق في المنطقة الآمنة التي تحاول الولايات المتحدة أن تفرضها برؤيتها وعدم الأخذ بالمصالح الاستراتيجية التركية، أي أن الولايات المتحدة تريد فرض أمرا واقعا غير مقبول من قبل روسيا ولا سوريا ولا تركيا، من خلال إمداد ميليشيات قسد بالسلاح والعتاد، وإحداث ما يسمى دولة الأمر الواقع التي ستكون مرفوضة من الجميع، بل سيحدث تقارب سوري، تركي، إيراني، روسي حتى لو كان هناك بعض الخلافات، والسكوت التركي على تقدم الجيش السوري يعود إلى الرغبة التركية في دخول مناطق شمال شرق سوريا وكسر العمود الفقري لما يسمى بقوات "قسد"، وهناك خطة متكاملة لدى تركيا لتقطيب ما أمكن من جبهة إدلب، للتفرغ إلى ملف شمال شرق سوريا، كما أن ترحيل السوريين من تركيا له علاقة بمعركة إدلب من أجل حل المشكلة السورية وتقطيب الجراح ما أمكن، لأن تركيا فشلت بتحقيق ما كانت تريد خلال السبع السنوات الماضية".
إعداد وتقديم نزار بوش
