فبينما بدأت حركة سير الشاحنات والركاب في كلتا الجهتين العراقية والسورية عبر معبر البوكمال-القائم تنشط من جديد بعد انقطاع دام عدة سنوات، بدأ الجيش السوري مع قوات روسية وإيرانية مناورات عسكرية مشتركة غرب دير الزور، تشمل تحليق الطائرات وإطلاق الصواريخ.
تترافق هذه التطورات مع مؤشرات ظهرت مؤخرا على قرب الانتهاء من ملف إدلب، وارتفاع سخونة التوتر تدريجيا في مناطق شمال وشمال شرق دير الزور، مع تحريك القوات الأمريكية ومليشيا "قوات
من جانبه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه اقترح على رئيس إيران، حسن روحاني، مناقشة العلاقات الثنائية والوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة والوضع في سوريا.
يقول الدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف:
إن مصالح الأمن القومي الروسي والإيراني دفعت الدولتين لتوحيد الجهود لمواجهة الأخطار التي نشهدها اليوم.
"المناورات بين روسيا وإيران وسوريا بالقرب من القوات الأمريكية في شرق الفرات، هي رسائل موجهة إلى أطراف عديدة لأن وسائل الإعلام الغربية كانت تنشر أخبار مزورة حول خلافات بين إيران وروسيا في سورية، وأن هناك اشتباكات مسلحة حتى، هذا الكذب الإعلامي نحن نرفضه رفضاً قاطعاً".
وأضاف ماتوزوف: "القوات المسلحة الروسية التي تمثّلها قوات جوية فضائية في قاعدة حميميم وطرطوس، وكذلك خبراء واختصاصيين من قوات مسلحة إيرانية الموجودة في سورية وكذلك حلفاء إيران وروسيا في سورية. كلهم يعملون تحت رعاية وتوجيهات القيادة السورية والحكومة السورية، لذلك ليس هناك أي نوع من الخلافات بيننا لأننا موحّدون بإرادة سياسية واحدة تملكها الحكومة السورية والسلطة السورية، ولذلك هذه المناورات هي إنذار للجميع وخصوصاً للقوى السورية المتعاونة مع محتلين وهي تعتبر أنها بدعم من الولايات المتحدة تستطيع أن تصل إلى أهدافها السياسية في سورية، هذا خطأ استراتيجي لأنه لا يمكن لأي قوة سورية تواجه السلطة الشرعية أن تتوصل إلى نتيجة".
تعتبر قسد أنها تستطيع تحقيق برنامجها السياسي بتعاون مع الولايات المتحدة، الولايات المتحدة تنسحب في نهاية المطاف، هي دولة كبرى ولا تدخل بحرب مباشرة مع دول إقليمية لأن ذلك يعني حرب عالمية إن أخذنا بعين الاعتبار وجود القوات المسلحة الروسية في سورية".
ووتابع ماتوزوف: "لذلك أنا أتصور أن هذا إنذار قبل كل شيء للقوى السياسية السورية التي يجب عليها أن تجتمع في إطار اللجنة الدستورية السورية، وتعمل بشكل بناء ومثمر لمصلحة سورية، لكي تخرج سورية من هذه الأزمة التي فرضت عليها من القوى الإرهابية المؤيدة من قبل الغرب".
بينما تحدث لإذاعتنا الخبير العسكري اللواء محمد عباس قائلا عن القوات البديلة التي تستخدمها الولايات المتحدة قائلا:
"إن الولايات المتحدة ما زالت تعوّل على قواته البديلة الموجودة في مخيم الركبان في قاعدة التنف، وأيضاً على قوات بديلة أخرى للولايات المتحدة ولتركيا وهي قوات قسد".
وأضاف اللواء محمد عباس "لقد فشلت الولايات المتحدة في الضغط على القيادة العراقية فيما يخص فتح المعبر الحدودي ومرور البضائع بين البلدين، لكن من مصلحة سورية والعراق فتح هذا المعبر".
إعداد وتقديم: نزار بوش