على أعتاب استفتاء على تعديلات دستورية في تركيا، بغية تحويل النظام التركي من برلماني إلى رئاسي، تتأزم الأجواء بين تركيا وألمانيا التي تضم أكبر جالية تركية خارج بلادها وتعددت الأسباب حول ذلك. في حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر"، حاولنا الوصول إلى أصل هذا الخلاف الأصعب في تاريخ العلاقة بين البلدين، كما وصفه وزير الخارجية الألماني، وخاصة في هذا التوقيت الذي تعتبره تركيا حرجا في تاريخها إذ تعتمد الحكومة التركية على هذا الخزان الانتخابي الهائل من الجالية
التركية في ألمانيا لتمرير هذه التعديلات الدستورية، واتفق الضيفان على أنه ليس من مصلحة البلدين أن تتفاقم الأمور أكثر من هذا، وإن كان ضيف الحلقة من برلين السيد ناجي عباس المحلل السياسي قد أعرب خلال الحوار معه عن الانزعاج الألماني على المستويين الرسمي والشعبي من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف الإجراءات الألمانية بالنازية، إلا أنه أكد أن الأزمة في طريقها إلى الحل لا سيما أن بين البلدين مصالح مشتركة لا يمكن التغافل عنها، مضيفا أنه من المتوقع أن يحذو عدد من دول الاتحاد الأوروبي حذو ألمانيا فيما يتعلق بالأزمة الحالية بسبب منع البلديات الألمانية تجمعات انتخابية للأتراك على أراضيها، وفقا للقانون الألماني باعتبارها دولة ذات طابع فيدرالي، في حين ذهب الضيف التركي السيد ماجد عزام رئيس تحرير نشرة المشهد التركي إلى أن الإجراءات الألمانية غير مفهومة وغير مبررة، رافضا كل المبررات الألمانية التي تطرقت إلى اتهام تركيا بزيادة أنشطتها التجسسية على الأراضي الألمانية أو تخوف السلطات الألمانية من انتقال الصراع الداخلي التركي بين المؤيدين للاستفتاء والمعارضين له إلى ألمانيا، متهما ألمانيا بأنها سمحت من قبل بتجمعات لمعارضين تركيين بعضهم مصنف على قوائم الإرهاب الدولي وهو ما يعد كيلا بمكيالين، حسب رأيه، وقال إنه لن تستغني كلا البلدين عن استمرار مصالحهما المشتركة رغم الاختلافات المستمرة في عدد من الموضوعات منذ سنوات.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين