القواعد الجديدة في المنطقة ستمنع إسرائيل من المغامرة

ضيوف الحلقة: المحلل السياسي، فيصل عبد الستار؛ والكاتب،المحلل السياسي، جورج علم

قال المحلل السياسي فيصل عبد الساتر، في حديث لـ"سبوتنيك" حول الأزمة القائمة حاليا بين إسرائيل ولبنان، إنه لا شك أن إسرائيل دائما تغتنم الفرص لإثارة الأجواء داخل لبنان فتارة تهدد "حزب الله" بشكل مباشر وتارة تخلق جوا من الإرهاب للقطاعات اللبنانية كافة، والذي تراه إسرائيل أنه ربما يسهل عليها أي عمل تقوم به لكن من الواضح أن هذا الأمر له علاقة بما تصرح به إسرائيل من أن "حزب الله" بات يملك ترسانة واسعة من الأسلحة في خلق المناخ والأعذار أمام الرأي العام الدولي أو الدول المؤيدة لها للقيام  بأي عمل ضد المقاومة في لبنان مثل ما قامت به منذ أيام في هجمات على سوريا بنفس الذريعة، حتى أن روسيا قدمت احتجاجا واضحا على مثل هذه الذرائع وأيضا ما تقوم به من خلق نزاعات حول ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وبينها وموضوع خلق الأجواء هو عادة إسرائيلية قديمة ولكن من الواضح أن إسرائيل حتى الآن لم تنس ما تكبدته من خسائر على يد المقاومة اللبنانية في 2006.

وأشار عبد الساتر، أن الوقائع التي كشفتها الحرب التي شنت على لبنان في 2006 بينت أن إسرائيل لم تكن وحدها بل كان هناك حلف واسع على المستوى الدولي وللأسف على المستوى العربي بالرغم من الشعارات التي رفعت وقتها وهي أنهم يريدون القضاء على البنية التحتية لـ"حزب الله" وتبين بعد ذلك أن إسرائيل دمرت أملاك الدولة اللبنانية وهذه المرة تحاول إسرائيل استعادة الذاكرة مجددا على أنها ستقوم بحرب أوسع.

وحول المعادلة اللبنانية (الجيش، الشعب، المقاومة) أكد عبد الساتر أنه في كل التجارب السابقة لم تتخلخل هذه المعادلة بالمعنى الميداني ورأينا بعض التيارات المعارضة لـ"حزب الله" لم يجرؤ أحد منهم أن يكون مع العدو الإسرائيلي ولو كان علانية فقط ورغم اختلاف الأماني، ولكن هذه المرة الأمور يمتلكها "حزب الله" أكثر بكثير مما تمتلكه أي قوى على الساحة اللبنانية وهذه واضح من تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله"، والرسائل المتبادلة بين الطرفين باتت معروفة على كل المنابر وإسرائيل تدرك تماما أهمية هذا الموضوع.

وقال عبد الساتر إن المعادلة الآن هي معادلة خوف متبادل وقوة متبادلة إلى حد ما وأقصد هنا الإرادة ونرى أن الإرادة عند المقاومة أكبر بكثير مما يتوقعه المتابعون للأوضاع اللبنانية.

واستبعد عبد الساتر قيام إسرائيل بأي خطوة عسكرية الآن وهي تستعمل الحرب النفسية مجددا وتمتلك في هذا الإطار مالا نستطيع أن ننكره على الإطلاق خاصة وأن لديها الآن ربما حلفاء جدد ومنهم دول عربية للأسف وعليه ربما ترى إسرائيل أن هذا الوقت مناسب لخلق هذا المناخ من التهديدات.

ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي جورج علم، إن موضوع منطقة المثلث البحري وترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان عاد إلى القنوات الدبلوماسية خصوصا وأن الولايات المتحدة سبقت وأن لعبت دور الوسيط في هذا الصدد وأوعزت إلى كل من يعنيه الأمر من الطرفين للوصول إلى تفهم معين حول هذا الملف.

وأكد جورج أن إسرائيل لها مطامع كثيرة وخصوصا في النفط اللبناني الموجود في البحر وتلجأ إلى خلق أجواء مضطربة التي قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية عكس ما يتمنى الكثير من دول العالم.

إعداد وتقديم: يوسف عابدين