مع اتضاح الحقيقة شيئا فشيء في ما دار في إدلب وحمص اليومين الأخيرين وضلوع جبهة النصرة لم يبق على الدولة السورية سوى أن تسير قدما في حربها ضد الإرهاب وتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية ولا يثنيها عن نيتها أي مؤامرات مكشوفة للقاصي والداني وأن تستخدم ما لديها من أوراق ضغط حتى لا يتكرر مثل هذا العدوان الأمريكي على سيادة واستقلال الأراضي السورية.
من هنا كان محور حلقة اليوم من برنامج البعد الآخر عبر إذاعة سبوتنك وعلى لسان ضيفها الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط حيث قال في بداية حديثه إنه من المعروف جيدا أن منظمة الخوذ البيضاء هي إحدى المنظمات الطفيلية التي أنشأتها السي آي إيه وتمولها وترعاها بشكل حثيث من أجل تصنيع الأدلة بما يعيد للأذهان ما كان يحدث في العراق من أجل شن العدوان وبنفس الطرق التي تمت سابقا لأن أمريكا هالها أن تنجح روسيا وسوريا في محاربة الإرهاب وفي الميدان السياسي.
وأعرب حطيط عن اعتقاده بأن الموقف الروسي من أمريكا كان حاسما وصادما لها لأن أمريكا لم تكن تتوقع ردة الفعل الروسية القوية سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا كما حدث بالأمس في مجلس الأمن عندما مارست روسيا دورها كدولة عظمى تحتل مركزا متقدما لقيادة العالم في منظومة متوازنة والذي يشكل علامة فارقة في مسار السياسة والدبلوماسية الدولية ضد أمريكا ومصالحها، ولذلك عندما تعلن روسيا وقف التنسيق الامريكي الروسي الجوي أي تحرم أمريكا من فرصة الطيران الحر مع تزويد سوريا بأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة والفاعلة فإن ذلك يعد بمثابة قيود يلقيها بوتين في وجه أمريكا.
وعن الحل السياسي أشار حطيط أن المسار السياسي يكون في يد المنتصر والمنتصر الآن هو معسكر الدفاع عن الدولة السورية ومعها روسيا وعليه لا يمكن أن نعطي لأمريكا ما ليس لها بحق ولنعد للقرار رقم 2854 الذي يعطي القرار في سوريا للشعب السوري ويحترم السيادة السورية لأن التنازل امام أمريكا والمعتدين هو نوع من الاستسلام والضعيف والمهزوم هو من يستسلم وسوريا ليست بضعيفة ولا مهزومة.
وأردف حطيط قائلا إن هناك أوراق ضغط ميدانية تمتلكها سوريا للضغط على الولايات المتحدة لمنع تكرار مثل هذه العدوان ومن هذه الأوراق القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط فإن تكررت المحاولات الامريكية بشكل يمنع عملية التطهير السورية ومعها حلف المقاومة وروسيا فإن بإمكان هذا الحلف أن يوسع نطاق المعركة وعند ذلك يدفع الفاتورة أمريكا وحلفاؤها سواء من دول الخليج أو غيرهم فمصالح أمريكا في الشرق الأوسط كثيرة ولو كانت أمريكا لا تخشى على هذه المصالح لكانت اختارت هدفا أكثر إثارة في سوريا واستهدفته.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين