حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنيك" تناولت آخر التطورات الميدانية في العراق وفي الموصل تحديدا وتقدم القوات العراقية المشتركة في حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وأحوال المدنيين هناك، حيث قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في حديثه لـ"سبوتنيك" إنه مع الاقتراب من تحرير الموصل والعراق نهائيا من تنظيم "داعش" فإن وضع المدنيين هناك كان مأساويا للغاية نظرا لاستخدامهم من قبل عناصر التنظيم في وقت من الأوقات كدروع بشرية بالقوة والإكراه وهناك نقص في الطعام والماء، ولكن بعد أن وصلت قطعاتنا واشتبكت مع العدو فقد التنظيم سيطرته على المدنيين واستطعنا إنقاذ آلاف المدنيين وفتح ممرات آمنة ووفرنا كل ما يحتاجه المواطنون هناك وتم نقلهم إلى مراكز الإيواء التي أعدت من قبل القوات العراقية، "مهمتنا هي تحرير المواطن قبل أن نحرر الأرض".
وحول تحرير القوات العراقية لمناطق تحيط بمنفذ النخيب الحدودي مع السعودية صرح رسول أن القوات العراقية المشتركة مستمرة في تحرير ما تبقى من الأراضي العراقية وملتزمون بطرد عناصر التنظيم من كل المناطق الحدودية وغيرها.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أن القطعات العسكرية العراقية بما فيها قوات الحشد الشعبي تحقق انتصارات كبيرة على ما تبقى من عناصر التنظيم في الحدود السورية العراقية، وكذلك القوات السورية تحقق انتصارات مماثلة، وأي تدخل تطالب قوات الحشد الشعبي القيام به داخل الأراضي السورية يترك فيه الأمر للحكومة العراقية فهي صاحبة القرار بعد التنسيق مع الحكومة السورية، أما القوات العراقية حسب قوله فهي تحارب الآن داخل الأراضي العراقية فقط لتحرير ما تبقى منها.
من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي في حديثه إن هناك جيوبا للتنظيم يجب التعامل معها والقضاء عليها تمهيدا لتحقيق الأمن في عموم الساحل الأيمن للموصل والسيطرة على خط التماس على ضفة النهر لربط الساحل الأيمن بالساحل الأيسر، فلم يعد للتنظيم قدرة على أن يفرض إرادة على مسرح العمليات لذلك يصنف عسكريا بأن المعركة قد حسمت من الناحية العسكرية.
وأكد الشريفي بأن الإنجاز الذي حصل في العراق لا يقرأ محليا فقط ولكن يجب قراءته على مستوى البعد الإقليمي والدولي في تحقيق الأمن الدولي. على المستوى المحلي فالانتصار سيؤدي إلى تصحيح المسار ويؤدي إلى إحداث انعطاف كبير جدا في النموذج السياسي الحاكم الذي سيتغير ليس بإرادة النخب السياسية ولكن كنتاج للقفزة الكبيرة التي حصلت في الوعي السياسي والوعي الانتخابي والوعي الاجتماعي لعموم المجتمع العراقي الذي بات ينظر إلى القضية أبعد من الانتماءات الفرعية والطائفية ولكن بالنظر إلى مصلحة الوطن.
إعداد وتقديم يوسف عابدين