امتدادا لمشاعر الاحترام المتبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ ترشح الأخير لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي هذا اللقاء للتعارف بينهما وجها لوجه عقب عدد من الاتصالات بين الطرفين، وتأكيدا على السياسة الخارجية التي أعلن ترامب خلال حملته الانتخابية أنه سيتبعها مع الرئيس بوتين بشكل خاص ومع روسيا بشكل عام، لعودة الصداقة بينهما والدليل على ذلك امتداد اللقاء لساعتين ونصف بدلا من نصف ساعة كما كان مقررا له.
هكذا استهل المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف حديثه لبرنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنك" حيث أردف قائلا إنه كانت هناك محاولات وجهود مبذولة من جهات أمريكية عديدة مثل أركان الإدارة الحالية ومن الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ لمنع هذا اللقاء بين بوتين وترامب، وكانوا يحذرونه من الاستسلام لبوتين لأنه أكثر خبرة منه وخوفا منهم أن يقتنع ترامب بصحة موقف بوتين، والاتفاق على مواقف جديدة للولايات المتحدة الامريكية.
وأكد ماتوزوف أن تردد ترامب تجاه ملف الأمن الالكتروني المشترك بين روسيا وأمريكا هو دليل على أن ترامب لا يملك كل القرارات في أمريكا وهناك أجهزة داخل بلاده لا يمكنه أن يعارضها، والروس يتفهمون ذلك ولا يتوقعون تغيرا فوريا في السياسة الأمريكية حسب قوله.
من جانبه قال المحاضر في جامعة جورج واشنطن دكتور عاطف عبدالجواد في حديثه إن هناك جدلا كبيرا حول هذا اللقاء حيث أن اقتراح إنشاء أمن إليكتروني مشترك بين الدولتين أمر قوبل بالرفض ومن ثم تراجع عنه الرئيس الأمريكي ترامب لكن هناك جانبا إيجابيا آخر وهو نقاط الاتفاق بين الرئيسين في مجال مكافحة الإرهاب من خلال إذابة كل الميليشيات المسلحة في سوريا وتحويلها إلى فصائل معارضة سياسية، ووقف إطلاق النار في جنوب سوريا رغم حالة الترقب لما بعد تحرير الرقة لوجود موطأ قدم لأمريكا فيها.
وأكد عبد الجواد أن التحقيقات فيما يسمى بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة لا تزال جارية وعلي الامريكان الانتظار للنتائج، والرئيس الأمريكي اقتنع بنفي الرئيس الروسي حسبما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ولا يوجد هناك قلق حول شرعية الرئيس ترامب لأنه لا ينتخب بالأصوات الشعبية ولكن بالأصوات الكلية الانتخابية وغريمته الديمقراطية حصلت على أصوات شعبية أكثر ولكن فشلت في الحصول على أغلبية من الأصوات الكلية وهذه مسألة معقدة للغاية.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين