تناقش الحلقة رغبة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج في حصول وساطة روسية لحل الأزمة الليبية.
كلام السراج جاء خلال كلمته أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ، وبعد أيام من اللقاء الذي كان مقررا له مع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في القاهرة، خلال زيارتهما لها يومي 14 و15 فبراير/شباط الجاري، واجتماعهما- منفردين- مع اللجنة المصرية المعنية بليبيا برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي.
ويسود تخوف داخل ليبيا من عراقيل يمكن أن توضع أمام تفاهمات محتملة بين القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعوم دوليا فايز السراج، لأن هناك أطراف أخرى وفاعلة نسبياً قد لا يروق لها فكرة التفاهم بين السراج وحفتر لأسباب قد تصل في بعض مراحلها إلى خلفيات إيديولوجية وعقائدية، كما أن الخلافات حادة داخل الوسط السياسي حول بنود مهمة، كمسألة دمج الجيش الليبي بقيادة حفتر داخل حكومة الوفاق الوطني، ونقل تبعية الجيش الليبي من مجلس النواب إلى المجلس الرئاسي، وهي النقطة التي تشهد خلافا كبيرا وتعرقل مساعي أي محاولات للتقريب بين الطرفين.
لكن أطراف فاعلة في المقابل تقول بأن موسكو يمكن أن تلعب دوراً استثنائياً في التوسط بين الليبيين بسبب عدم تورطها في دعم طرف ضد آخر في ليبيا، فضلاً عن نجاحها، كما يرى سياسيون ومراقبون ليبيون، في منع تدهور الأزمة السورية لتأخذ النموذج الليبي.
يقول خالد الترجمان- رئيس مجموعة العمل الوطني ومستشار مجلس النواب الليبي، إن فايز السراج يحاول من خلال طلبه وساطة موسكو اللعب بآخر أوراقه لعله يحظى ببعض العون من روسيا ومن مواقفها "الثابتة والمتأنية ولكن الحاسمة وغير المتسرعة كما حصل في سوريا".
وفي مداخلة له عبر برنامج "بانوراما"، اعتبر الترجمان أن التصريحات الروسية بشأن الوضع في ليبيا تؤكد على مناصرة الشرعية والقضية الأساسية للشعب الليبي المتمثلة في توحيده، والأهم من كل ذلك دعم القوات العربية الليبية في مشروع محاربة الإرهاب وطرد "داعش".
وأضاف أن هذا الموقف الروسي الواضح من الأزمة الليبية "هو ما دفع السراج لطلب الوساطة الروسية وفي نفس الوقت تخوفه من تقارب بين بوتين وترامب قد تودي به إلى خارج الساحة السياسية".
من جهته يؤكد علي الكاسح- الخبير في الشأن الليبي، أن "روسيا لا تملك صبغة استعمارية أو تدخلات غير مشروعة في الشؤون الداخلة للدول، ما يعطي لوساطتها مشروعية كونها نأت بنفسها عن الدخول في الصراع الليبي — الليبي، وبحكم موقفها الإيجابي من الأحداث في ليبيا في العام 2011".
ويرى الكاسح أن "رئيس حكومة الوفاق لا يملك قاعدة شعبية وافية، إنما محاط بميليشيات كل منها تملك اتجاهها الخاص بل أنه يحتاج إلى طرف يجعله يتوافق مع الأطراف الأخرى التي تحيط به".
ويضيف أن "السراج جاء على فرقاطة إيطالية ولم يستطع الدخول إلى طرابلس بقوة ليبية، وبالتالي لا يملك عامل السيطرة، وبما أنه لا يملك هذه السيطرة على طرابلس أو المناطق الغربية، فإنه من المضيعة للوقت الجلوس مع شخص لا يملك سوى الاعتراف الدولي، لكن هذا الاعتراف لا يعطيه الحق في الحديث عن الداخل الليبي إذا كان خائفاً من الدخول إلى طرابلس"
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
