تناقش حلقة اليوم إنعقاد القمة الـ28 لجامعة الدول العربية على البحر الميت في الأردن، والتي تعقد بمشاركة أكبر عدد من الملوك والرؤساء قياسا بالقمم الفائتة، ولكن دون توقعات بأن يتم خلالها تحقيق أي اختراق.
وتقول بعض القراءات السياسية أن عددا من الدول العربية النافذة سيحاول تكريس رؤية جديدة لملفات المنطقة تعبر عن رؤيته للحل، وتفضيل مواقف عن أخرى ما يفتح المجال للتكهنات بأن تنتهي القمة إلى الخروج بتكتل لن يعلن عن ولادته مباشرة، إلا أنه سيأخذ بالتبلور مباشرة بعد عودة القادة العرب إلى بلدانهم.
في هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الإقليمية ناجي الزعبي، إن مؤسسة القمة لا تمثل إرادة شعوب المنطقة، فضلاً عن ارتباطها برأس المال الإمبريالي، بمعنى أن واشنطن هي من تقرر نهجها.
وفي مداخلة له عبر برنامج "بانوراما" اعتبر الزعبي أن "الاصطفافات الجديدة في المنطقة العربية أصبحت شبه واضحة وتجسدت على الأرض، وهناك ما بدأ بتنفيذ الرؤية الأمريكية للمنطقة عبر طرح مشروع العداء لإيران، وزيارة الجبير للعراق تأتي عندما أدركت السعودية أن العراق أوشك على حسم المعركة ضد الإرهاب وعليه يجب على الرياض أن تأخذ مكانها في العراق ما بعد الإنتصار على "داعش"".
وتابع الزعبي أن "إدارة ترامب بدأت منذ اليوم الأول حشد دول في المنطقة ضد إيران وابتزاز دول الخليج على هذه القاعدة".
وتساءل عن المغزى من الإعلان في الأردن عن تدريب المعارضة السورية معتبراً ذلك بمثابة "الغزل لدول النفط وإشارة إلى الاستعداد لتنفيذ رغبات هذه الدول"
من جهته قال عامر التل — رئيس تحرير شبكة "الوحدة" الإخبارية أن الحضور الكبير للقادة العرب في قمة البحر الميت "لا يدل على أي مغزى سياسي إنما يعكس بدء سياسة المحاور في المنطقة العربية، ومحاولات لبعض الدول العربية في السيطرة والهيمنة على القمة".
وأضاف في مداخلة عبر نفس الحلقة أن "المواقف العربية داخل القمة ليست متطابقة، وهناك سعي من قبل بلدان عربية للهيمنة على قرارات القمة عبر إدانة ما يمسى بالتدخلات الإيرانية، لكن زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو كانت لها دلالات ورسائل مهمة للقمة العربية لا سيما من روسيا بأن موسكو وطهران هما حلف واحد، وبالتالي لا يجوز الاقتراب أو الهجوم على إيران".
وأشار التل إلى "محاولات من قبل بعض البلدان العربية لوضع حد لهذه السطوة على قرارات القمة ومحاولة خطفها، لذا فإن قراراتها بالشأن الإيراني لن تكون حادة، كما مهدت لذلك بعض وسائل الإعلام في الأردن".
وأضاف أن "محور عربي جديد بدأ يتشكل ويضم سوريا والعراق والجزائر ولبنان وإلى حد ما مصر، التي لن تثبت حتى الآن على سياسة وموقف واضحين، إلا أن الدلالات تشير إلى نشوء محور عربي من قبل هذه الدول".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني