تناقش الحلقة أسباب وأهداف وتداعيات الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى سوريا، بإطلاق 59 صاروخاً موجهاً من بارجتي "يو أس أس روس" و "يو أس بورتر"، المتواجدتان في مياه شرق المتوسط، فجر الجمعة، استهدفت مطار"الشعيرات" العسكري، في محافظة حمص وسط البلاد.
وأكد الجيش السوري أن الضربة التي نفذها الجيش الأمريكي على إحدى قواعده العسكرية تسببت بمقتل 6 أشخاص وخلفت أضراراً جسيمة، وأضاف أنه سيرد على "الضربة بمواصلة حملته ضد الإرهاب، وإعادة السلام والأمن في سوريا"
ووصفت رئاسة الجمهورية الضربات الأمريكية بأنها تصرف "أرعن غير مسؤول"، ودليل على استمرار سياساتها الهادفة للهيمنة على العالم وإخضاع الشعوب.
وفي بيان لها اعتبرت السلوك الأمريكي انجراراً ساذجاً وراء حملة وهمية دعائية كاذبة وعربدة سياسية وعسكرية رعناء"
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الضربة الأمريكية في سوريا "تنتهك معايير القانون الدولي، و(تستند) إلى حجج واهية"، مضيفاً أن روسيا لا تعتقد بأن سوريا تمتلك أسلحة كيميائية، وأن التحرك الأمريكي سيشكل حتما عقبة أمام إنشاء تحالف دولي في سبيل محاربة الإرهاب.
ولمح المتحدث باسم الكرملين إلى أن الضربة الأمريكية "محاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق". كما قال إن "تجاهل استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية بشكل تام يؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا بشكل خطير.
وبعد الضربة مباشرة أعلنت روسيا تجميد العمل بمذكرة التنسيق مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن تحليق الطيران خلال العملية في سوريا.
وتعليقاً على هذا التطور الخطير اعتبر الدكتور رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية أن الضربة الأمريكية هي عدوان عسكري لأنه لم يمر عبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه من الناحية السياسية يأتي بعد أن شعر ترامب بخسارة فادحة في سوريا، لأن ما قبل حلب ليس كما بعدها، لأن كل المعارضات والتجييش الإعلامي وكل المخطط الذي تم التهييء له انهارت، وخرجت القيادة السورية والجيش السوري منتصران، لذا سعت واشنطن لكبح هذا الانتصار.
من جهته أعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء تركي الحسن أن الولايات المتحدة أرادت فرض قواعد تدخل جديدة وليس قواعد اشتباك جديدة.
وفي مقابلة معه ضمن نفس الحلقة اعتبر الحسن أن "الاتهامات التي وجهت إلى القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون كانت تحضيراً لتوجيه هذه الضربة، أي أنها ذهبت إلى شيء كان معد سلفاً، بحيث جاء استخدام الجماعات المسلحة في سوريا للسلاح الكيميائي ليبرر التدخل الأجنبي".
وأضاف أن "هذه الضربة لم تستهدف سوريا بحد ذاتها، بل المنظومة الأخرى في المقابل- حلف المقاومة وروسيا- معتبراً أن الضربة الأمريكية أصابت الرئيس بوتين في الصميم".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني