تناقش الحلقة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في البحرين بعد أن قامت قوات الأمن بمداهمة منزل رجل الدين البارز الشسخ عيسى قاسم وقتلت محتجا على الأقل بالرصاص خلال العملية. ولم يكن قاسم بين من تم القبض عليهم خلال المداهمة، لكن من المرجح أن تثير العملية توترات في البحرين بعد أيام من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العلاقة المتوترة منذ فترة طويلة بين واشنطن والمملكة ستتحسن، بعد فترة من البرودة طالت هذه العلاقات إثر اتهامات واشنطن للمنامة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
فقد قتل شخص وأصيب أكثر من 100 شخص بجروح بينهم حالات حرجة خلال اقتحام القوات البحرينية منطقة الدراز أمس الثلاثاء خلال احتشاد آلاف البحرينيين المعتصمين في محيط منزل الشيخ عيسى قاسم أعلى مرجعية دينية في البحرين والخليج لمنع قوات الأمن من اقتحام المنطقة.
وأفادت مصادر في الدراز بأن قوات الأمن البحرينية اقتحمت منزل الشيخ قاسم واعتقلت كل من فيه، بعد أن هاجمت المعتصمين في ساحة الفداء في الدراز، وتمكّنت من فضّ الاعتصام، والسيطرة على المكان.
من جانبها أطلقت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كبرى الجمعيات السياسية المعارضة في البحرين، نداء عاجلاً للمجتمع الدولي، للتحرك من أجل وقف ما وصفتها بـ"المجزرة" التي تحصل في البحرين.
وفي بيان لها دعت الوفاق "كل العالم والمجتمع الدولي وكل المؤسسات والقوى والشخصيات" للضغط على البحرين لوقف المجزرة التي تحصل في الدراز.
وقالت إن قوات النظام "تقتحم بأعداد وعتاد كبير جداً منطقة الدراز وتستخدم كل الأسلحة المحرمة ضد المدنيين العزل وتمارس أبشع صور الإرهاب والقمع"، مشددة على أن "هذه الدماء التي تنزف أمام مرأى العالم تحتاج إلى موقف عاجل وشجاع حتى لا يستمر هذا النزف".
أما الرياض فاعتبرت أن أمن واستقرار مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية السعودية دعمها للإجراءات التي تتخذها مملكة البحرين "في سبيل الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين بها، وآخرها الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية البحرينية في قرية الدراز بهدف حفظ الأمن والنظام، والتصدي لكافة المحاولات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعته والمساس به".
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال نائب سابق في البرلمان البحريني عن جمعية الوفاق:
إن السلطات البحرينية تسعى من خلال ما قامت به إلى إسكات الحراك الشعبي الذي يطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان منذ أكثر من 6 سنوات وبشتى الوسائل، فلجأت إلى الاعتقالات واعتقل زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، وأغلقت جمعية الوفاق — أكبر حزب سياسي حائز على ثلثي أصوات الناس، وقام بتهجير وإسقاط جنسيات معارضين كبار.
وفي مقالة عبر برنامج "بانوراما"، أضاف النائب البحريني السابق "أن هذه الإجراءات لم تؤد إلى تخفيف الحراك المستمر رغم حظر المظاهرات والمسيرات، والناس مستمرة بالخروج إلى الشارع ومواجهة قوات مكافحة الشغب".
وحول الموقف الأمركي من الأحداث في البحرين، اعتبر فيروز أنه "أصبح موقفاً واضحاً لجهة السكوت عما يحصل في البحرين، وبأن الرئيس الأمريكي أعطى الضوء الأخضر للمسؤولين البحرينيين لقمع الحراك القائم الآن في البلاد".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني