وكان تنظيم "داعش" قد أخذ يتحصن في هذه المنطقة لاكتظاظها بالسكان وضيق شوارعها وبنائها المتهالك الذي لا يسمح بدخول العجلات العسكرية إليها.
وكانت القوات الأمنية المشتركة وبمشاركة الحشد الشعبي قد قامت عملية عسكرية في في 19 شباط الماضي لاستعادة الجانب الأيمن من مدينة الموصل لإخراج عناصر تنظيم "داعش" من آخر معقل له في البلاد، وتمكنت من استعادة نحو 90% من مناطق الساحل الايمن من المدينة، بعد الانتهاء من استعادة الجانب الأيسر بالكامل في 24 كانون الثاني الماضي.
وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية قد نشرت الأسبوع الماضي تقريرا تضمن صوراً لما بدا أنه آثار تعذيب التقطها مصور فوتوغرافي تعاون مع «فرقة التدخل السريع» التابعة للداخلية العراقية. وأظهرت الصور محتجزين اتهموا بالانتماء أو التعاطف مع «داعش»، وكتب الصحافي أن السجناء خضعوا لتعذيب أفضى إلى الموت، وتعرضوا للاغتصاب والطعن.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها أن وزير الداخلية قاسم الأعرجي أوعز للقائمين "بالتحقيق بالتحري الواضح والنزيه…لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين إن أثبت التحقيق ذلك".
وتعتبر «فرقة التدخل السريع» أحد أجهزة الأمن الحكومية التي ساهمت في طرد «داعش» من جميع أنحاء الموصل باستثناء جيب في الشطر الغربي من المدينة في قتال مستمر منذ سبعة أشهر.
وفي مقابلة عبر برنامج "بانوراما" قال الهاشمي أنه ليس مبكراً أن تبدأ القوات العراقية بتهيئة إعلانها عن النصر النهائي في الموصل على ضوء بقاء أقل من 3% من مجمل مساحة الموصل تحت سيطرة "داعش".
وأضاف أن التنظيم "فقد قدرته على المباغتة أو المبادرة أو حتى فتح ثغرات للهروب، وان كل ما يفعله هو عمليات قنص وعمليات انتحارية وتختبأ خلف المواطنين الذين تتخذهمم كرهائن".
وحول أسباب نزوح أعداد كبيرة من مواطني الموصل قال الهاشمي تتعلق بالدرجة الأولى بالقصف العشوائي للتنظيم المتطرف، ما تسبب بمقتل الكثير من المواطنين، إضافة إلى بقاء المواطنين محاصرين لأكثر من 6 أشهر، لذلك هم لديهم حاجات غذائية وصحية كبيرة جداً، فضلاً عن حالات الجوع والأمراض التي تدفع سكان المدينة إلى النزوح".
وحول ما يشاع عن اتخاذ الحرس الثوري الإيراني مواقع له داخل المدينة وينشط تحت غطاء الحشد الشعبي قال الخبير العراقي أنه خلال تجواله في المدينة لم يقف على أي مكتب معلن لهذه القوات سواء بصفتهم مستشارين أو مقاتلين، لا سيما أن قوات الحشد الشعبي والقوات الحليفة لم تفتح مقار لها إلا في سيل نينوى وتحت عناوينها الحزبية وليس تحت عناوينها العسكرية".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني