ففي أول رد فعل على الاتفاق أعلن حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في ليبيا، رفضه إجراء أي تعديلات خارج إطار الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب قبل نحو عامين، ودون رعاية مباشرة من الأمم المتحدة.
وقال الحزب في بيان أصدره أمس إن «اتفاق الصخيرات، وما تضمنه من تشديد على أسس الدولة المدنية، هو الأساس للعملية السياسية، وإجراء تعديلات عليه يجب أن يكون وفق بنوده وتحت مظلة الأمم المتحدة»، عادّاً أن عقد لقاءات برعاية دول منفردة انحراف عن المسار السياسي للاتفاق السياسي وتشويش عليه، وأنه يفتح المجال لأجندات تلك الدول بتغليب طرف على الآخر، أو بتعميق هوة الخلاف واستمرار الانقسام والأزمة".
ومن المتوقع أن يجري رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، زيارة عمل إلى الجزائر، هذا السبت، يلتقي فيها بالوزير الأول عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، حيث سيبلغ السراج نظرائه في الجزائر بـ"التوافقات التي وقعها مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر في اجتماع باريس".
وكان المجتمعون في باريس قد تعهدوا بالعمل على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن بدعم وإشراف الأمم المتحدة والتنسيق مع المؤسسات المعنية.
وتم الاتفاق على دمج المقاتلين الراغبين في الانضمام للجيش الليبي، على أن يتم تسريح المقاتلين الآخرين وإعادة إدماجهم في الحياة المدنية، مشترطاً على القوات التي سيعتبرها نظامية احترام المادة 33 من الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات.
وشدد البيان المشترك للقاء باريس على أهمية الحل السياسي في ليبيا، على أن يمر عبر مصالحة وطنية تجمع بين كل الليبيين، منوهاً لأهمية عودة جميع النازحين والمهجرين واعتماد إجراءات العدالة الانتقالية والعفو العام.
من جانبة قال عبد العزيز إغنية — الأكاديمي والخبير في الشأن الليبي أن ما حصل في باريس لا يعتبر إتفاقاً بل إعلان حسن نوايا ويبقى في إطار الأمنيات.
في مقابلة عبر برنامج "بانوراما" اعتبر الخبير الليبي أن السراج وحفتر بعد كسر الجمود، وعدم اكتمال لقاء أبو ظبي بينهما، يأتي الدور الفرنسي الباحث عن موطئ قدم في الأزمة الليبية ليكمل ما بدأه الرئيس ساركوزي، الذي تعرض لضغوط الشركات النفطية على إرادته السياسية.
ومع ذلك لفت إلى أن تنفيذ الاتفاق بشأن إطلاق النار يبقى فضفاضاً لأنه لا يوجد اشتباك ناري بين الجيش الليبي في الشرق والقوات التي تتبع السراج، رغم أن هذه القوات لا تتبعه مباشرة، لكنها تحاول أن تستفيد من صفة السراج كرئيس للمجلس السياسي.
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني