إذ يرى مراقبون أن الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري إلى تركيا ومحادثاته مع كبار المسؤولين الأتراك، شكلت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين، كونها الأولى لرئيس هيئة أركان إيراني إلى تركيا منذ عام 1979.
كما يلفت هؤلاء إلى أن المحادثات "أظهرت قدراً كبيراً من التنسيق الأمني والعسكري إزاء الملفين الكردي والسوري، بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وشن الحرب بالوكالة ومباشرة في ساحات سورية والعراق".
وقد أسهم الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في تقريب وجهات النظر بين تركيا وإيران على مائدة واحدة، وكان لافتاً الحفاوة التي حظيت بها زيارة باقري إلى أنقرة، الذي استقبل من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، وحظي بتغطية واسعة من وسائل الإعلام التركية.
في موازرة ذلك تراقب تركيا باهتمام بوادر التغيرات في مقاربة بعض بلدان المنطقة للتطورات الميدانية في سوريا. فالسعودية التي كانت تُعارض أي دور للرئيس بشار الأسد في مُستقبل سورية، تراجعت عن هذا الموقف، وإن نفت ذلك على استحياء شديد، لإدراكها بصعوبة تحقيقه في ظِل النجاحات المتتالية التي يحققها الجيش السوري.
وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى ما أبلغه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوفد من الهيئة العُليا للمُفاوضات بأن عليهم التعايش مع فكرة بقاء الأسد، وضرورة البحث عن أفكارٍ جديدةٍ، يَعكس هذا التحوّل في المَوقف السعودي ليس في الملف السوري فقط، وإنّما في ملفّاتٍ أُخرى مثل الملفّات العراقية واليمنية والإيرانية.
يضاف إلى ذلك الخطاب المفعم بالثقة للرئيس الأسد في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية السورية، وما عناه من اقتراب الحرب في سورية من محطّتها الأخيرة، ومُشاركة مصر بوفدٍ كبيرٍ في معرض دمشق الدولي، التي حملت رسالةً قوية ببِدء مسيرة التطبيع العلني السياسي والاقتصادي مع الدولة السورية.
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي