كما تناقش الحلقة فيما إذا كان القلق المشترك بين البلدين حيال الاستفتاء على استقلال كردستان العراق هو الملف الوحيد الذي يقربهما.
فالحكومة الإيرانية اعتبرت أن علاقاتها مع نظيرتها التركية دخلت مرحلة جديدة ومهمة، وقطعت شوطًا مهما في المجال التكاملي، وخاصة عقب زيارة رئيس أركان القوات الإيرانية إلى أنقرة مؤخرا، التي تعد الأولى على الصعيد العسكري بين البلدين منذ الثورة.
ونوّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن زيارة اللواء باقري إلى تركيا تثبت بأن العلاقات الإيرانية قطعت شوطًا مهما في المجال التكاملي، ومن اليوم فصاعدا يمكن للبلدين إيران وتركيا أن يتواصَلا على هذا المستوى من التعامل.
لكن بعض المحللين السياسيين يرون أن موضوع الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي عن العراق، هو أحد دوافع زيارة رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد بَاقري إلى أنقرة، قبل أيام، والتي وصفت بالتاريخية لأنها الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ أربعين سنة.
ويرون أنه رغم أهمية هذه الزيارة بالنسبة للعلاقات بين طهران وأنقرة، إلا أنه لا يجب تصويرها أكثر من حجمها الحقيقي.
ويستبعد هؤلاء تشكيل اتفاق بين إيران وتركيا للقيام بعمليات عسكرية مشتركة في المنطقة.
في المقابل يرى مراقبون أن الهواجس التركية من استقلال إقليم كردستان سيدفعها إلى التوجه نحو إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، كعنصر أساسي في معادلة الحد من خطر تأسيس دولة كردية مستقلة، وهو الكابوس الذي يطارد الدولة التركية منذ عشرات السنين.
ويستند هؤلاء إلى توجه الأزمة السورية نحو الحل، إثر الإنجازات الميدانية المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض، ما سيدفع حكومة أردوغان مع الوقت بالتسليم بفشل رهانها ودورها في تغيير الخارطة السياسية والميدانية في سوريا!
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني