حلقة جديدة من "بانوراما" تسلط الضوء على العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية بالتعاون مع قوات الحشد الشعبي لاستعادة السيطرة على بادية الجزيرة في المناطق الممتدة بين نينوى والأنبار.
وبهذه العملية يكون العراق قد توج عملياته المتواصلة منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 ضد معاقل داعش، بدءا من الموصل التي استغرقت المعارك الدامية فيها تسعة أشهر، مرورا بتلعفر والحويجة شمالا، وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.
وكان تنظيم داعش شن في العام 2014 هجوما واسعا استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة العراق، لكنه منذ ذلك الحين، خسر غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها، وذلك إثر حملات عسكرية متواصلة شنتها القوات العراقية خلال السنوات الثلاثة الماضية إلى جانب الحشد الشعبي وفصائل عراقية أخرى.
وتعليقاً على هذا الموضوع قال عماد علاو —مستشار المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب أن "المرحلة الثانية من تحرير المناطق الممتدة بين نينوى والأنبار تستهدف كذلك الوصول إلى الحدود العراقية السورية وتأمينها، بعد أن تمكنت القوات المسلحة العراقية من تدمير البنية التحتية لتنظيم داعش في منطقة بادية الجزيرة، مما سيحرم التنظيم من قدرته على التمركز والاستفادة من التضاريس الجغرافية لهذه المنطقة الشاسعة".
وأضاف علاو في مقابلة عبر برنامج "بانوراما" أن نجاح القوات العراقية في هذه المعركة سيؤدي إلى شل قدرة التنظيم في اتخاذ هذه المناطق كنقطة إنطلاق لتهديد الامن والاستقرار داخل المدن والقصبات العراقية ".
وأشار الخبير العراقي إلى أن القوات العراقية أصبحت على وشك السيطرة على الحدود العراقية السورية، وبالتالي ستحرم داعش من قدرة المناورة بالموارد البشرية التي كان يمتلكها بين العراق وسوريا".
من جهته أكد مؤيد الجحيشي- الخبير العسكري والمختص في حرب المدن أن "عمليات القوات العراقية في تلك المناطق لا تعتبر معارك قتال بقدر ما تعتبر عمليات تطهير وتفتيش وتنظيف من بقايا تنظيم داعش وخلاياه التي إختفت في صحراء بادية الجزيرة".
واضاف خلال مداخلة له عبر نفس الحلقة أن هذه العملية "لم تكون مجزية لأنه من سيقوم بالتفتيش ليسوا من أهالي المنطقة، وتلك الأراضي الشاسعة لا تحتوي على سكان".
ولفت الجحيشي إلى أن السؤال الذي لا يجد إجابه حتى اللحظه هو "من سيأمن على الحدود من الجانب السوري، لأن الحدود يجب أن تمسك من الطرفين، وعبر الاتصالات والتنسيق بين الجهات المعنية على طرفي الحدود، وهو الشيء الغير متوفر حالياً".
وشدد على أنه "لا يمكن لا للحشد الشعبي ولا القوات العراقية السيطرة على تلك الحدود إلا بإعادة سكان القرى في تلك المناطق، لأن خلو المناطق الحدودية من السكان يجعلها حدود مفتوحة، ولن يكون حل لهذه المشكلة إلا بإعادة النازحين إلى هذه المناطق".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني