كلام ماكرون جاء بعد أسبوع واحد فقط من اتهامات فرنسية لسوريا زعمت فيها أن الأخيرة بأنها لا تفعل شيئاً من أجل التوصّل لاتفاق سلام بعد نحو 7 أعوام من الحرب، وقالت إنها ترتكب "جرائم جماعية" في منطقة الغوطة الشرقية، حيث تفرض القوات الحكومية حصاراً على 400 ألف شخص.
وكان السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو على تويتر قال بأن "نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية.. هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم" — حسب تعبيره.
وتعليقاً على الموقف الفرنسي الجديد قال ماجد حبو —عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري أن
"الموقف الجديد للرئيس الفرنسي لا يجعل بلاده مرشحة لتكون وسيطاً بين الفرقاء السوريين، لأن كبادرة ففرنسا تتنطلق من كونها تمارس نوع من الغزل السياسي تجاه النظام وحلفاؤه بعد الإنتصارات العسكرية التي حققوها في محاربة الإرهاب".
واضاف خلال مقابلة عبر برنامج "بانوراما" أن فرنسا إعترفت على لسان وزير خارجيتها بوجود 5 ألاف إرهابي سواء من حملة الجنسية الفرنسية، وقد سعت عبر برلمانيين وممثلين على الحكومة الفرنسية لبحث هذا الملف، لكن رد الحكومة السورية كان أنها مستعدة للتفاهمات في حال عودة العلاقات الدبلوماسية، لكن الموقف الفرنسي كما الأوروبي كان منحازاً لقطع العلاقات الدبلوماسية ، ومارس العقوبات على الشعب السوري وليس على النظام، وبالتالي لا يزال الموقع الفرنسي والأوروبي عموماً لا يؤهلهما للعب دور الوسيط فيما يتعلق بحقوق الشعب السوري".
وأضاف أن " ماكرون يمثل تياراً سياسياً داخل المجتمع الفرنسي يرفض السياسات لتي فرضت على الشعب الفرنسي وبالتالي كان الإصطفاف الأكبر الذي شاهدناه خلال الإنتخابات الرئاسية الفرنسية وراء ماكرون، لقطع الطريق على التطرف من كلال الفريقين- اليسار واليمين".
من جانبه إعتبر عبد القادر عزوز- مستشار مجلس رئاسة الوزراء في الجمهورية العربية السورية أن "سلطة الرئيس بشار الأسد هي السلطة الشرعية وفق العمليات الديمقراطية المتعارف عليها في العام 2014، عندما تم تجديد ومنح هذه الشرعية من جديد".
وفي مداخلة عبر نفس الحلقة قال عزوز أن" تصريحات ماكرون تأتي في إطار الواقعية السياسية وعلى ضوء إنجازات الميدان، وأيضاً هي عملية تصحيح وقعت فيها الدبلوماسية الفرنسية ، إنطلاقاً من أن الدبلوماسية هي ليست فقط بين الأصدقاء، وإنما بين الخصوم".
وأضاف أن " فرنسا عزلت نفسها عن سوريا والأحداث في المنطقة، إلا من خلال ما يسمى بالمرصد السوري ومواقع التواصل الإجتماعي، لكنها بدأت الأن بمراجعة سياستها، فضلاً عن أن مواقفها تستلزم الكثير من العمل الفعلي والجدي تجاه مواجهة الإرهاب، وضرورة أن تكون فرنسا طرف محايد في إطار دعم العملية السياسية".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني