صدمة مع إعلان الإمارات التطبيع مع إسرائيل.. وفلسطين تستدعي سفيرها بالإمارات وتدعو لقمة طارئة
وطالبت السلطة الفلسطينية دولة الإمارات بالتراجع الفوري عن "إعلان التطبيع المشين" مع إسرائيل واصفة إياه بـ"الخيانة للأقصى". كما طالبت بقمة طارئة لجامعة الدول العربية.
من جانبه قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن ردود الفعل من أهم عواصم العالم على اتفاق الإمارات مع إسرائيل "مشجعة".
وقال قرقاش في تغريدة إن الاتفاق "عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الاراضي الفلسطينية على فرص حلّ الدولتين".
وقال الخبير بالشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أشرف العجرمي في حديثه "لعالم سبوتنيك":
"قرار دولة الإمارات التطبيع مع إسرائيل يشكل طعنة للنضال الوطني الفلسطيني وللمنظومة العربية وقرارات الإجماع العربي خصوصاً وأن القمم العربية المتتالية أكدت على أنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وقبل إنجاز الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية والمشروعة وخاصةً حقه في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
أعرب جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أمله بأن تقوم دول جديدة في المنطقة بعقد اتفاقات مماثلة، مؤكدا أن "دولا عربية أخرى ستحذو حذو الامارات".
وقال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن فرنسا ترحب بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات مشيرا الى أن قرار إسرائيل تعليق الضم المزمع لمناطق بالضفة الغربية بناء على الاتفاق التاريخي "خطوة إيجابية"، مضيفا أن التعليق يجب أن يصبح إجراء نهائيا.
وكان رد الفعل مختلف من تركيا حيث قالت وزارة الخارجية التركية إن تاريخ وضمير شعوب المنطقة لن ينسى ولن يغفر "السلوك المنافق" لدولة الإمارات العربية في إبرام اتفاق مع إسرائيل.
وقال العميد المتقاعد في الجيش الإماراتي خلفان الكعبي في حديثه "لعالم سبوتنيك" :"إن الإمارات دولة ذات سيادة واستقلالية ومن مصلحة دولة الإمارات في هذه الفترة إقامة علاقات مع إسرائيل خاصةً وأن هناك دول عربية أخرى سبقت الإمارات في هذا المجال، علماً بأن الإمارات لن تنسى علاقاتها بالدول العربية وكذلك مصالح الشعب الفلسطيني، حيث إن القضية الفلسطينية ستكون هى الكاسب الأكبر لهذا الإتفاق".
وأضاف أن الشعب الإماراتي متأكد وواثق في القيادة الإماراتية وأنها لن تقدم على أي خطوة إلا لوجود مصلحة لها، والمصلحة هنا واضحة، والشعب الإماراتي والشعوب العربية واعية ومتيقنة جيداً ما هو الصالح لهم، كما أن إسرائيل دولة متقدمة علمياً وصناعياً، و كذلك الإمارات دولة على المستوى الإقتصادي من أقوى الدول إقتصادياً في المنطقة وعلى مستوى العالم، فلماذا لا تستفيد الإمارات بعلاقاتها مع إسرائيل بهذا التقدم التكنولوجي والصناعي والإقتصادي، ومن يهاجم هذه الخطوة لديه نظرة قصيرة المدى.
وفي حديثه لعالم سبوتنيك قال رئيس تحرير جريدة رأي اليوم العربية الإلكترونية عبدالباري عطوان إن :
"هذا القرار الإماراتي نتيجة ضغوط أمريكية مكثفة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دولة الإمارات بهدف تحقيق هدفين أساسيين أولهما إنقاذ الحملة الإنتخابية للرئيس الأمريكي التي تتراجع شعبيته ويتقدم عليه منافسه جو بايدن بأكثر من عشرة بالمئة من الأصوات وثانياً إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الأزمة السياسية الطاحنة التي يمر بها حالياً بسبب فشله في مواجهة فيروس كورونا وبسبب خلافاته المتفاقمة مع خصومه في حزب أبيض أزرق وكذلك الهدف من هذا الإعلان في هذا التوقيت هو التغطية على الدور الذي يمكن أن تكون إسرائيل وأمريكا لعبته بشكل أو بآخر في تفجير مرفأ بيروت".
قال مسؤولون أمريكيون إن السلطات الأمريكية صادرت سفنا محملة بنفط إيراني كانت في طريقها إلى فنزويلا. وأشار المسؤولون الأمريكيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن البحرية الأمريكية صادرت 4 ناقلات نفط إيرانية ا إلى البلد الأمريكي الجنوبي خلال الأيام الماضية، دون استخدام القوة العسكرية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني صالح القزويني إنه حتى الآن الموقف الرسمي الإيراني لم يعلن أن هذه السفن قد تمت مصادرتها بل هناك أنباء تقول إن الخبر الأمريكي مجرد أكاذيب وافتراءات لا حقيقة ولا واقع لها وحتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي إيراني بشأن هذه السفن، ولكن بما أن الولايات المتحدة الأمريكية وخاصةً الرئيس الأمريكي يعيش في الوقت الراهن وضع الإنتخابات الرئاسية فليس من المستبعد أن تدخل هذه القضية في إطار الحملة الإعلامية لترامب من أجل تحقيق بعض النقاط ضد خصومه، خاصةً أن إحدى خصومه هى إيران وكذلك ليس من المستبعد أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى تطوير وتأزيم هذا الأمر من أجل حشد أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين الأمريكيين وبالتالي ينبغي التريث إذا كانت هذه السفن تمت مصادرتها فعلاً أم تم إطلاق سراحها، وحتى الآن الأمر غامض ولكن علينا إنتظار إصدار الحكومة الإيرانية بياناً رسمياً بخصوص هذا الشأن.
للمزيد من التفاصيل والأخبار تابعوا "عالم سبوتنيك"..