أجرى الحوار ضياء إبراهيم حسون
الجيش العراقي يرحب بمساعدة روسيا وإيران في الحرب ضد الجماعة الإرهابية في البلاد والمنطقة، جاء ذلك حسبما ذكرته وكالة أنباء "فارس"، بالإشارة إلى القيادي في "الحشد الشعبي" حسن الساري.
وسبق وأن صرّح دبلوماسي روسي بارز أن روسيا قد أعلنت استعدادها للتفكير بشنّ ضربات جوية في العراق إذا طلبت بغداد. من جانبه رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالضربات الجوية الروسية في العراق، لكنه لم يناقشها بعد مع الرئيس الروسي.
وفي مؤتمر صحفي سابق من هذا الشهر عقده بمبنى الحكومة ببغداد، قال العبادي: "إن التحالف الرباعي الذي يضم العراق وسوريا وإيران وروسيا، تحالف أمني واستخباري، وليس هناك مانع من تزويدنا بالسلاح من قبل التحالف الرباعي، وأي معونات لمحاربة "داعش" سنقبلها".
كما أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني قال: إنه يرحب بأن تقوم روسيا بمساعدة البيشمركة ضد تنظيم "الدولة"، كما وجه الشكر للدول التي ساعدت البيشمركة في قتالها ضده.
غزل كبير من جانب الحكومة العراقية إلى روسيا، لكن من جانبهم فان الروس لم يستلموا أي طلب رسمي من بغداد يجيز لهم استخدام الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في المدن العراقية، حسبما صرح به المسؤولون في الخارجية الروسية.
من المعروف أن العراق مرتبط أمنيا مع الولايات المتحدة الأمريكية ضمن ما يعرف باتفاقية الإطار الاستراتيجي، والتي تعرضت إلى الكثير من الانتقادات في الأوساط الرسمية والشعبية في العراق. ناهيك عن أن الضربات التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وعلى مدى أكثر من عام لم تأت بأي ثمار ولم تحد من قدرات التنظيم بالقياس مع الضربات الروسية في سوريا والتي لم يمض عليها شهر واحد، إلا أنها شلت قدرات الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ، رافقها تقدم للجيش العربي السوري على أكثر من محور وجبهة قتال، رغم كثرة الفصائل الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سوريا والمساحات الكبيرة التي تسيطر عليها، إضافة إلى الدعم العلني الذي تحصل عليه تحت عنوان دعم "المعارضة السورية المعتدلة"
قد يكون الوضع في العراق أقل تعقيدا منه في سوريا، كون الحكومة العراقية تسيطر على أغلب مناطق البلاد، إضافة إلى أن المجتمع الدولي يقف مع الحكومة العراقية في حربها ضد "داعش"، لكن المحصلة كانت نتائج جدا محدودة. ولولا جهد الحشد الشعبي والدعم الإيراني- الروسي لما حصل أي تقدم يذكر.
فما الذي يجعل العراق مقيدا بالولايات المتحدة إذا لم تسعفه لحد الآن بتحرير محافظتين ولأكثر من عام، وهي التي أسقطت نظام الحكم في العراق بأيام معدودة؟ هل يخشى رئيس الوزراء العراقي الفيتو الأمريكي ضد أي عمل عسكري روسي في العراق؟ ومن سيكون صاحب التأثير الأكبر على السيد العبادي؟ الولايات المتحدة الرافضة لأي تدخل روسي في العراق أم الأوساط السياسية والشعبية المرحبة بأي دعم روسي جوي في العراق؟
أسئلة نحملها إلى المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي الدكتور سعد الحديثي في حوار أجراه مع برنامج الحقيقية تجدوه في الرابط الموجود أعلى الصفحة.
