أردوغان لا يتحدث عن فراغ وإنما على أساس معطيات موجودة على أرض الواقع على اعتبار أنه جزء من منطقة اشتباك عالمية متمثلة بسوريا والعراق، التي يتواجد فيها الأمريكيون والروس والإيرانيون والسعوديون، وبالتالي فهو يتحدث عن وجوده في هذه المساحة، والعراق هو المساحة التي تتصارع فيها الإرادات.
ومواقف السياسيين العراقيين مواقف شكلية لا تعبر عن واقع السيادة بل عن واقع عدم القدرة والتأثير، ولكن في ظل هذه الظروف لا يملك العراقيون سوى هذه التصريحات، والأتراك لن تثنيهم هذه التصريحات كون لديهم تحديات على اعتبار أن لديهم صراع مع الأكراد في جنوب تركيا وكذلك قومية كردية كبيرة جدا تهدد النسيج الجغرافي والاجتماعي في تركيا كما تهدد إيران والعراق وسوريا وبذلك هم يتصرفون لمصلحتهم الوجودية وليس لمصلحتهم السياسية العابرة.
وأردوغان ينظر إلى روسيا وأمريكا وإلى إيران، وكيف تنظر هذه البلدان له وكيف يمكن أن تواجهه. هو يتصرف وفقا لمصلحته ولا يتوقف عن التدخل إلا إذا أثرت عليه هذه الدول الكبرى الدولية المتمثلة بروسيا وأمريكا والإقليمية المتمثلة بإيران، ولدى أردوغان تجارب سابقة مفيدة بهذا الاتجاه، حيث أنه أراد إسقاط بشار الأسد بشتى الطرق إلا أنه لم يستطع، والإيرانيون وقفوا في وجهه وعاد ليتفاهم معهم، وكذلك عاد ليتفاهم مع الروس بعد أن حاصروه وأضعفوه، وكذلك يواصل تفاهمه مع الأمريكيين، لذا فان الموقف العراقي ليس هو الحاكم في هذه المسألة بل الموقف الإقليمي والدولي.
إعداد وتقديم: ضياء حسون