مثلما استطاعت قيادة العمليات المشتركة الإجهاز على استراتيجية "داعش" عندما حررت الفلوجة، يستجمع اليوم تنظيم "داعش" خبرته في مواجهة الجيش العراقي ويحاول جاهدا أن يحاكي استراتيجية القوات العراقية عندما عملت على تشتيت واستنزاف قوات "داعش"، مع الإشارة إلى أن التنظيم الإرهابي لا يمتلك من القدرات الكثير، لذا هو يحاول فتح عدة جبهات، فقد قام بالهجوم على الرطبة لمرتين متتاليتين في أقل من أسبوع واحد، ومن ثم توجه إلى مدينة سنجار ولمرتين متتاليتين أيضا، والعملية النوعية التي قام بها في كركوك محاولا خلق نوع من الفوضى واقتطاع بعض الأحياء من كركوك حتى يعلن نصرا إعلاميا ويقول بذلك أنه لازالت لديه كل القدرات على المباغتة والمواجهة.
إن اختيار التنظيم لمدينة الرطبة كونها نقطة استراتيجية وتمثل عقدة مواصلات مهمة، ولو استطاع السيطرة على المحور الشمالي للمدينة فإنه سيؤمن فرار الجماعات الإرهابية من مدينة الموصل صوب البعاج فصحراء نينوى فجزيرة غرب الرمادي متمثلة بمناطق عانة وراوة والقائم والحدود السورية حتى دير الزور والرقة.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون